من فرط الغبن والقهر
ركبنا الموج بالفعل
طردنا الخوف والذل
سكبنا الدماء بالسهل والتل
أغضبنا الذئب والراعي
فاندس بيننا قناص
باسم الثورة صاح ينعانا
نصّب البائع الخائن
مصلحا يرعانا
قناع الدين أغرانا
ألبسنا الكمامة والقيد
باسم الوطن الغالي
تراجعنا تنازلنا
أجبرونا على السماح والسلم
والجوع والذل والغبن
والقلب مجروح من القهر
حتى الشباب إن هربوا
بحثا عن الكرامة والخبز
ساعدوهم لركوب الموج
ثم لاحقوهم في العمق
وأهدوهم غذاء للحوت في البحر
لا يعنيهم بكاء الثكالى
ولا صراخ أطفال من الغم
غضبت سماء تغطينا
بلا لحاف ولا وسادة
في حفر عميقة تؤوينا
والظلام صديق أمين يغلفنا
يخلصنا من بطش راعينا
رضينا بالجوع يرافقنا
ربطنا البطون قلنا لها
كفي عن الوخز حتى
نسترجع الخبز بالعز
فلا يلذ الخبز بالذل
ولا ننقاد بالسوط على الورك
ما دام بين الأضلاع قلب
ينبض مناديا
بحق مغصوب في أراضينا
حتى نزل القطر دما قانيا
ملأ حفرا حفرها الراعي
ليدفننا فيها أحياء أذلاء
بلا روح ولا فكر
من غزارة القطر فاضت الحفر
وسال الوادي مغتاضا
فجاء السيل يحملنا
والوحل الغاضب غلفنا
كي لا يسخر الراعي من بساطتنا
هكذا فقدنا الأعزاء من فلذاتنا
وهل يموت في الثورة غير فاعلها
إذا كان الراعي مع الذئب متفقا
وابن آوى يغطي الجميع ثم يسحقهم
بشيء من اللؤم وهو يبتسم..