ماذا ستمنحك المسافة والإيابْ
وحضور هذا النهد في وجع الغيابْ
وحضارةٌ أنثى ولثمة لثغة
عرفت طريقك بين أرصفة العتابْ !
لم يبق في ألمي أنا ألم وما
كانت سويعاتي لتنتظر العذابْ
كانت تفاصيل الغرام شقية
وصبية خاطت تفاصيل الذهابْ
في كل إكليل رمت غضبا لها
ليصير مرآة إذا ذبل الركابْ
تلك الحوافر في رمال سلامها
أيقونة نبتت كأصفاد الرقابْ
حملت بشارة بئرها مكلومة
نحتت على جدرانها خدش الحسابْ
بأنينها مسحت على صدفاته
وتمسحت بلعابها كأسا، شرابْ
ما كان للكلمات معنى آخر
إلا بماء الحرف ينخره جوابْ
صوفيّة الأهواء، جُرعته التي
ملأت سواقي الحب بالقُبل الرضابْ
تتقاطر اللعنات صافية على
أهدابها فتنز في أبهى استلابْ
فوق الحجارة صرح ريح أينعت
لتضم أشلاء التراب إلى الترابْ
وتذرها ريحا سواها، هبّة
لنسائم الشلال منكسر السرابْ
لما تدلت رحلتي منها إلى
وجع التعلق كنتِ عنوان الكتابْ
داليّة الإطناب حلق لفظها
لكهوف معنى الريش في جنح السحابْ
آيات هذا الخوف كل جراحنا
وشهيقنا وتر بأوردة الربابْ
لكمِ انتظرت أناملا موشومة
لتقي ظنون الليل من صبح الخرابْ
حناؤها شغف الستائر والرؤى
وبقية الضحكات في عمر الشبابْ
ذابت كأوثقة التزلف ريثما
يأوي لهيب النار للشهب الغضابْ
جذع اليقين تلبدت أفنانه
واستسلمت ثمراته ليد الغِرابْ
ما أوجع الورد الذي انطفأت به
سبل الشهادة في مقابرنا الرحابْ !