“ترنيمة الجمال” :
أنا عاشقٌ قدْ خلقــــــتُ عصيّا
أذابَ الجمــــالُ فؤادي الصّبيّا
أصيدُ الملاحَ بشعري وسحري
ومثلي يصيدُ الجمــــالَ الغويّا
وعندي جميعُ النّســـاءِ طيورٌ
قأقنصُ كــلَ جمــــــيلِ المحيّا
نصبتُ شباكي لكلِّ لعـــــــوبٍ
وكانَ صيدي حـــــــــلالاً جنيّا
هنيئًا لمنْ طوقتها ذراعــــــي
أطيرُ بهــــــا فوقَ هـامِ الثريّا
وأهوي عليهــــا بضمٍّ ومصٍّ
وأبقى أصيحُ هلـــــــمّي وهيّا
أسيلُ على صدرهِا نهرَ عطرٍ
وأقطفُ باللثمِ خـــــــدّاً شهيّا
فكفٌّ تُمــــدُّ لهصرِ الخصورِ
وكفٌّ تديرُ كؤوسَ الحمــــيّا
تناولتُ منها الجميلَ الجميلَ
أحرّضُ فيهـــــا جنوناً عتيّا
على كــلِّ شبرٍ أقيمُ صلاتي
وأجعلُ منهــــــا ربيعاً شهيّا
وسوفَ تجوسُ يداي الخبايا
وأكشفُ ما كانَ منهــا خفيّا
وأشهقُ حدَّ اختلاجِ الخلايا
إذا قبّلـــــتني وخفّــــتْ إليّا
مباركـــةٌ منْ تذيبُ جفوني
يكونُ هواهــــــا ظلالاً وفيّا
أريها جنانَ الغرامِ بهمسي
وسوف تصيرُ ملاكــــاً نبيّا
فلونُ العيونِ وسحرُ الخدودِ
أذابا فـــــؤادي فعشتُ أسيّا
أقولُ لمنْ تملكُ القلبَ منّي
أحبّكِ مـــــــا نطقتْ شفتيّا
فيا روعةَ الحسنِ حينَ يطيعُ
ويا روعةً حينَ يمسي سخيّا
ويا روعةَ الثّغرِ زقَّ الشّفاه
بدفقــــةِ شهــــدٍ فذبتُ مليّا
ويا بهجةَ العشقِ حينّ أذوبُ
وحينَ أمـــــوتُ وأبعثُ حيّا
سحرتُ النّوادي بشعري وفكري
وما زلتُ ذاكَ الفتى الشّاعريّا
غزوتُ القلوبَ بسحرِ الحضورِ
فقــــــيلَ أميرٌ وظلَّ ذكـــــيّا
فؤادي أشدُّ من الصّخرِ صلباً
وفي مسرحِ الحسنِ صرتُ فتيّا
على كــــلِّ زندٍ كتبتُ قصيدي
وفــوقَ الصّدورِ قضيتُ هنيّا
وأُشربُ عشقي لكــلِّ الصبايا
وأطعمهنَّ غرامــــــــــــاً نديّا