بلد المسيرة الخضراء يعجز عن فك معاناة المغاربة العالقين بالخارج – مصطفى الأبيض

حتى متى ستستمر معاناة المغاربة العالقين بالخارج، حتى متى سيواصل عشرات الآلاف من مواطنينا الانتظار، هل سيعجز بلد التحدي والمسيرة الخضراء عن استرجاع مواطنين لا ذنب لهم سوى تواجدهم خارج الوطن؟ لا أظن الحالة مستعصية إلى هذه الدرجة ولا مستحيلة.
تابعت تدخلات الأحزاب السياسية حول موضوع عودة المغاربة العالقين بالمغرب، تدخلات دون المستوى وخصوصا تدخل ممثل اليسار الذي قدم شرحا غير مقبول. المغرب البلد الوحيد الذي لم يسترجع مواطنيه، والسبب حسب البرلماني المحترم هو ضعف منظومتنا الصحية.
هل منظومتنا أضعف من منظومات جيراننا في شمال إفريقيا، وما ذنب العالقين بالخارج؟ يؤدون ضرائبهم، ولهم نفس الحقوق كبقية المواطنين في العالم. فعلا تدخل شعبوي سيدي النائب المحترم، الذي كنا ننتظر منه الكثير كنموذج للجيل الجديد من ممثلي الأمة، لكن خاب أملنا فيك هذه المرة.
لنعد إلى صلب الموضوع. تستعد بلجيكا مثلا لاسترجاع المئات من المواطنين المغاربة الذين يقيمون في بلجيكا بعد الحملة الشرسة التي قامت بها عوائلهم من أجل استرجاعهم. الحملة كللت بالنجاح نظرا للتعبئة الصارمة والكبيرة التي تمت، وهو ما ينقص جاليتنا. وهي أيضا فرصة سانحة لإعادة ما يقارب من 800 مغربي عالق ببلجيكا علما بأن أزيد من 2000 مغربي بلجيكي يستعدون للعودة إلى بلجيكا. قد يكون هذا الرقم بداية عودة فقط، على أن تستمر العملية أسابيع أخرى.
للتذكير فإن معظم المغاربة العالقين في أوروبا قد خضعوا للحجز الصحي بمقرات إقاماتهم فاقت مدته شهرا كاملا، إذاً فهم لا يحملون الفيروس، ويجب إلزامهم خلال رحلة عودة بوضع الكمامات. وفور وصولهم يتعهدون بالالتزام بمنازلهم والامتناع عن طلب الحصول على رخص الخروج لمدة 15 يوما. كما يتوجب التواصل معهم داخل إقاماتهم خلال هذه الفترة. نفس التدابير طبقت في كندا عندما تمت عودة الكنديين إلى بلدهم.
فعلا نفتخر بالإجراءات التي اتخذتها بلادنا لمواجهة هذه الجائحة، ولي يقين أننا ستنجح في استرجاع مواطنينا العالقين، لكن إلى متى إذاً الانتظار؟