بلادُ الرُّعْب ********
( بلادُ العُرْبِ أوطاني
مِــنَ الـشَّامِ لِـبَغدان
ومِــن نَجدٍ إلـى يَمَنٍ
إلـى مِـصرَ فـتَطْوانِ )*
أنـاشِــيـدٌ نُـرَدِّدُهــا
بِـلا فِــقــهٍ وإمْعـانِ
كَـــلامٌ فـارغٌ صفرٌ
نَخُورُ بِــــهِ كَثِيرانِ
نَرَقِّصُ فيـهِ أَرْجُلَنا
بِمُوسِـيقا وألحـانِ
وأُخفِي دَمعَةً حَرَّى
فَرَتْ كَبِدِي وأَجفانِي
بِلادُ العُرْبِ أوطاني
غَدَتْ سِجْني وسَجَّاني
فأفـكاري مُحـاصَرَةٌ
ومَوتي خَلفَ أسناني
وأقلامــي خَوازيــقٌ
وأوراقـــي فأكفانـي
وحِبْرِي سالَ مِنْ قلبي
وحَرفي صارَ نِيراني
وشِعْري صارَ لي حَبْلاً
وفـي الأهوالِ دَلَّاني
فــلا مَدَنِيَّـةٌ تَرْقَـى
بِـلا عَدْلٍ وإحسـانِ
ولا حُرِّيَّتـي تَبقَـى
إذا قِـرْدٌ تَوَلَّانــي
بلادي أصبَحتْ بُوراً
عَلاها اللِّصُّ والجاني
فــلا زاداً ستَمْنَحُنا
ولا مـــاءً لِـظَمْـآنِ
ولا دِيـــنٌ يُجَمِّعُنا
بِـــلا فَهْـمٍ لِقُرآنـي
سَئِمْتُ حياتَكُم بُؤسا
وفَيضَ بُحورِ أحزاني
فأوطانـي مُـمَـزَّقَـةٌ
وشَرحُ الأمرِ أعياني
دُويــلاتٌ مُشَـرْذَمَةٌ
وسُوءُ الحالِ أبكاني
فـذِي أعلامُنا كَثُرَتْ
وخِلِّي صارَ يَشْناني
بلادُ العُرْبِ أوطاني؟!
فكيفَ المِصْرُ مِصْرانِ؟!
وإنْ كـانَـتْ مُوَحَّدَةً
فكَيفَ تَصِيرُ أَوطاني؟!
حُدودٌ مَزَّقَـتْ وَطَني
بِـــلا طِـيـنٍ وطَـيَّـانِ
حُـدودٌ خَـطَّها كَـلْبٌ
و(بِيكُو) كَلْبُها الثَّاني**
فأَرْسَـتْ أُسَّ فُرْقَتِنا
وأَذكَتْ نارَ أَضْغـاني
بِهـا سَقَطَتْ خِلافَتُنا
وصـارَ العِلْجُ رُّبَّانـي
وصارَ العُرْبُ أعداءً
فُـــلانٌ ضِـدَّ عَـــلَّانِ
وصِرنا بَعدَ وِحدَتِنا
بِــلا أَمَلٍ ولا شــانِ
ويَقتُلُ بَعضُنا بَعضا
لِنُصْرَةِ كُـلِّ خَوَّانِ
بِــلادُ الشَّامِ تُحرِقُنا
لِيَرضَى رَبُّها الفاني
وذَلَّ المغربُ الأبهى
بِـدَجَّـالٍ وشَـيطانِ
ولا تَحتاجُ أمريكـا
لِتُكْمِلَ دَوْرَها الباني
وتَصنَعَ دَولةً أُخْرَى
سِوَى تاجٍ وسَعْدانِ
وأرضُ النَّفطِ تُهلِكُنا
بـأشـيـاخٍ ورُهـبـانِ
فمِن فَتْوَى تَلَتْ فَتْوَى
عَلَى تَزييفِ بُرهاني
تُبَرِّرُ قَـولَ مَأفُونٍ:
أنا القهَّارُ سُـبْحاني
وتَشْحَذُ فأسَ أمريكا
لِتَقْطَعَ كُـلَّ أَغصاني
وكَعبَتُنا غَدَتْ ثَكْلَى
تُكَفْكِفُ دَمْعَها القاني
وصِرنا كَي نَحُجَّ لها
نُقَبِّلُ أَلفَ سُـلطانِ
وباعُوا المسجِدَ الأقصَى
وجاءَ الدَّورُ لِلدَّاني
بلادُ الرُّعْبِ أوطاني
بِقَلْبِ الحِقدِ تَلقاني
فتَسْلَخُ جِلدَ قافِيَتي
وتَقتُلُ فـيَّ إنساني
سأُشْعِلُ (شِبْشِبي) نارا
لِأصفَعَ وَجْهَ سَجَّاني
وأَلْقَى الموتَ مَسرورا
إذا ما الموتُ أحياني
—————-
* البيتان للشاعر الأستاذ فخري البارودي.
** مؤامرة سايكس وبيكو، والتي رسمت على الورق حدودا قسَّمت الوطن العربي إلى فتافيت ودويلات متناحرة.