“بعضُ عشقٍ وجنون” :
يا قبضةً
مِن كلِّ أصنافِ الجمالِ تجمَّعَت في صورةٍ
وخُلاصةَ الزهرِ المعتَّقِ عطرُهُ
حسدَتْهُ كلُّ حديقةٍ
وتناقلَتْهُ مجامِعُ الحرسِ الشديدِ
أمانةً محفوظةً مِن يومِ ما كانَ الجمالُ
على ستاراتِ الوجودِ
وأتاكَ في طبقِ الخلودِ
على خَجَل
هذا نصيبُكَ يا جميلَ الكونِ مِن ذاكَ الأزَل
لكَ أنتَ أنتَ ولَم يزَل
مُستودَعًا فيكَ الكمالُ
ومِن عجائبِ أمرِهِ…
مُذ حلَّ فيكَ قد اكتمَل
كيفَ الكمالُ بكَ اكتمَل
هذا لأنكَ مُعجِزٌ في كلِّ حالِك
الشمسُ بعضُكَ والقمر
حتى السماءُ علَوتَها يا سعدَها
والشمسُ بعضُكَ والقمر
لَم تلقَ مثلَكَ بعدَها
والشمسُ بعضُكَ والقمر
عيناكَ كم بحرًا مِن العسَلِ المصفَّى
رامَ قُربَهما لبعضِ حلاوةٍ… مِن نظرةٍ
خدّاكَ كم قلبًا تحرَّقَ كي يفوزَ بلمسةٍ
وتقطّعَت سُبُلُ العقولِ… ببسمةٍ
أينَ الدليلُ؟
ألستَ أنتَ إذا نظرتَ قلبتَ إعرابَ العوالِم؟
متحرِّكٌ منكَ السكونُ
ولا ترى في الجمعِ سالِم
حتى الصحيحُ مِن القلوبِ أصابَهُ في الشوقِ عِلّة
فيمَ الدليلُ على جميلٍ
فخرُ هذا الكونِ أنْ يلمِسَ ظِلَّه؟
والشمسُ بعضُكَ والقمر
وأنا مزيجٌ مِن جميعٍ ذائبٍ
فيهِ فؤادٌ قد توقَّد
صلّى عليكَ اللهُ
يا كُلّي فداؤُكَ يا محمّد