طالبت النائبة البرلمانية في حزب اليسار الألماني، كريستينا بوخولز، بالإنهاء الفوري للتعاون والشراكة بين ألمانيا والنظام المصري، مُشدّدة على أنهم عازمون على محاربة هذا التعاون بين الجانبين، والذي أكدت أنه يضر كثيرا بأوضاع حقوق الإنسان، بل أنه قد يُساهم في خلق أشكال جديدة من الإرهاب، بحسب قولها.
وأوضحت، في تصريحات خاصة مصورة أن “هناك تعاونا قويا بين الحكومة الألمانية ونظام السيسي، وهذا التعاون ليس من أجل حقوق الإنسان، بل لأسباب اقتصادية وسياسية؛ فهناك اهتمام كبير من الحكومة الألمانية بمصر من الناحية الاقتصادية. أولا، يحتاج الاقتصاد ذو التوجه التصديري إلى قناة السويس، لكن الألمان يريدون أيضا المشاركة في الاستثمارات المستقبلية في قطاعي الطاقة والبناء في مصر”.
والسبب الثاني -حسب بوخولز- في التعاون بين الجانبين (الألماني والمصري) يتمثل فيما يسمى الأمن، وفيما يسمى الحرب على الإرهاب، بينما “السبب الأكثر أهمية للحكومات الألمانية والأوروبية هو تقييد الهجرة، ومصر شريكة في هذا الأمر؛ فهناك اتفاق للتعاون الأمني تم توقيعه بين الحكومتين المصرية والألمانية في سنة 2017، وهو تعاون بين جهاز الأمن الوطني المصري والشرطة الاتحادية الألمانية”.
“محاربة الهجرة وقمع المعارضة”:
واستطردت البرلمانية الألمانية، قائلة: “كما يوجد تصدير للتكنولوجيا الأمنية إلى مصر. لذلك نحن نرفض هذا التعاون؛ لأنه يساعد على محاربة الهجرة والمهاجرين، ويساعد على قمع المعارضة في مصر نفسها”.
ولفتت بوخولز إلى أن “هناك أيضا بُعدا ثالثا للتعاون في السنة الماضية، حيث كانت مصر أكبر متلقي لصادرات أسلحة الحرب الألمانية، وهذه مشكلة كبيرة جدا؛ لأن هذا أيضا يقوي نظام السيسي، ويرى النظام في ذلك دليلا على الثقة، وهذا يعزز جهوده لخوض هذه الحرب على الإرهاب وقمع مجتمعه.
وتابعت: “من المهم أن نتخذ موقفا دوليا من هذا القمع الذي يحدث في مصر، ومن مثل هذه الأنواع من التعاون والشراكات، وأعتقد أننا يمكن أن ننجح في هذا؛ فعلى سبيل المثال، اضطرت الحكومة الألمانية إلى تجميد صادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية؛ بسبب وجود ضغط شعبي كبير عليها”.
وأشارت بوخولز إلى أن “الحكومة الألمانية والحكومات الأوروبية كانت تدعم ثورات الربيع العربي قبل 10 سنوات، لكن حتى في ذلك الحين حاولت هذه الحكومات إيجاد فرصة سانحة لتنفيذ مصالحها الاقتصادية والسياسية، وبعد ذلك لم تدعم أبدا مصالح وإرادة الشعب المصري، الذي كان يطالب بالحقوق الاجتماعية والعدالة”.
“أشكال جديدة من الإرهاب”:
وأضافت: “بالنسبة لنا، بصفتنا الحزب اليساري في ألمانيا. من المهم جدا أن نُذكّر أن الحرب على الإرهاب لا يمكنها أبدا محاربة الإرهاب، بل ستؤدي إلى مزيد من القمع، وإلى النزوح والمعاناة الإنسانية، كما ستؤدي إلى أشكال جديدة من الإرهاب”.
واختتمت بوخولز بقولها: “لذلك، نريد أن نكشف القمع والمشاكل اليومية للشعب المصري، وعلى الرغم من إخماد لهيب الثورة، فإننا مقتنعون أنه لا تزال هناك إرادة ونضالات من أجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية، ومن أجل دعم هؤلاء الناس. ما زلنا نناضل من أجل أفكار الثورة، ونحن عازمون على محاربة تعاون الحكومة الألمانية مع نظام السيسي، وعلى إنهاء هذه الأنواع من الشراكات الاقتصادية والأمنية”.