هو ببساطة أسلوب أرعن لحل القضايا أو العقاب أو حتى التخفيف عن النفس. أو غيرها من الحجج التي تبرر لفاعله فعله هذا أي اللجوء إليه. حقيقة الأمر العنف بكل أشكاله وأدواته وأسلوبه هو حجة الضعيف، إما ضعفا جسديا ليثبت قوته، أو الضعيف ضعفا عقليا ليثبت شخصيته، وفي كليهما بالنسبة للشخص الحائز على الحد الأدنى من الثقافة.
فاعل العنف إنسان مرتبك نفسيا، أو غير حكيم فاقد القدرة على الصبر، أو يلجأ لإسلوب خاطئ ليبرر ضعفا ما في شخصيته ويظهر جانبا ما منها أنه موجود وهو حقيقة غير موجود، كالإنسان الذي يرفع صوته ليثبت وجوده، أو الذي يلجأ لسن قرارات مثلا ليثبت مكانته، أو الذي يروقه أن يجلس خطيبا في المجالس على اعتبار أن الناس تنتظر آراءه وتأخذ بحكمه، والحقيقة هي أنهم يستهزءون به أحيانا.
كذلك الشخص الذي يتبع العنف كأسلوب في حياته مع كل شي ولأي شيء.
أيا كان نوعه وضد أيا كان قد مُورس فهو مرفوض عن بكرة أبيه. حتى مع الحيوانات والأدوات، ليس فقط بمفهومه الدارج ضد الإنسان سواء كان فاعله ذكرا أم أنثى.
العنف الأسري أسلوب خاطئ لتكوين أسرة نموذجية مثالية ناجحة بأدنى وأقل المقاييس.
سواء مُورس من الزوج ضد زوجته، أو من الزوجة ضد زوجها، أو من الأهل ضد الأبناء، أو حتى بالعكس.
ولنا في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والكتب السماوية، وسيرة الأنبياء؛ قصص وحكم وسنن، منها نتعظ ونعقل؛
-رفقا بالقوارير – وعاملوهن بالمعروف – نستشف منها وصية وأمرا وطلبا لطريقة التعامل مع الزوجة.
ومن أكثر من الله تعالى خالقنا أدرى بما خلق وكيف يليق التعامل معه ؟
خطأ أن يظن البعض من الرجال، وفي أي مجتمع كان وخصوصا الشرقية منها أن الرجولة تقتضي قمع الزوجة،
بعض الرجولة الحقيقة تظهرها الأنوثة، والتعامل مع المرأة برقي زوجة كانت أَمْ أُمّ، أخت أم ابنة، فالحنان ليس أسلوب الضعيف أنه أسلوب الحساس.
وأيضا كما لا يجوز تعنيف المرأة من قبل الرجل فمن الخطأ تعنيف الرجل من قبل المرأة .
هي حالات رغم ندرتها الإ أنها موجودة.
والحقيقة أن شخصية البعض هي التي تسمح بتعنيفه من قبل الغير، لذلك توجب على الإنسان أن يتمتع بالحد الأدنى من الثقة والقوة في الشخصية، وفرض النفس على الآخرين بالحجة والإقناع والمنطق والاحترام للدرجة الكافية التي تعطيه احترام الآخرين وتقديرهم، مهما بلغت درجة القرابة، أو الصداقة، أو المهنة، أو الاتصال …
هو نوع أو حالة من التعنيف في علاقات الكبار ومرفوض تماما، لأنهم المفروض هم القدوة، والمفروض أنهم على قدر من العقل كاف كي يتعالوا عن أساليب متخلفة بدائية في تعاملهم، فكيف إذا كان هذا التخلف وهذا التعنيف ممارس ضد الصغار، وهم أجيال المستقبل .
إن أي تصرف أو تعامل وحتى الكلمة تغرس في نفوسهم، وتساهم في بناء شخصياتهم، وهيكلة أفكارهم. فهل من الصح أو الجائز قمع الصغار، أوضربهم، أو أخذهم بالشدة ؟؟
خصوصا وأنهم مع أي خطأ يرتكبون يملكون العذر البين والحق والمنطقي وهو أنهم صغار بعد ولا يدركون، أي معذورن تماما،
هم لا يمتلكون العقل ولا الحكمة ولا الخبرة الكافية، كل ما يمتلكونه ويتميزون به هو البراءة والطهر.
فنحن حين نتبع مع صغارنا أسلوب العنف، والضرب، وعدم أخذهم بالحلم، أو الروّية، وإظهار مواضع الصح لهم، وتحذيرهم من مغبة الخطأ، فنحن نساهم في إعداد جيل لمستقبل أبنائنا يمتلك خصائص كافية من القسوة والإرهاب والعنف. لذلك كونوا دوما على قدر كاف من الحكمة والصبر والأناة.
لا عنف ولا تعنيف كلنا بشر وما حولنا لنا.
ما فائدة أن تفرغ شحنتك الزائدة بتكسير الباب، أو المنضدة، أو ضرب صانه المحل، أو عامل البوفي، أو إهانة عامل التنظيفات،
أو، أو..
أو أن تفرغين تعبك بتكسير الزجاج، أو ركل الحيوانات، أو قلع الأزهار..
ولنفرض أنك فعلت، عند الهدوء ستندم، أي ما تلبث أن تنتهي وتخرج من حالة العنف والغضب لتدخل في حالة الندم،
حقيقة علماء النفس، وحتى بعض الدراسات تؤكد أن مثل هذه التصرفات كردة فعل هي مريحة، وتخفف عن النفس.
بإمكاننا اللجوء إلى طرق سلمية منها نفرغ شحنات غضبنا دون أضرار أبدا، بل بالعكس بفائدة أحيانا، يمكنك عندما تغضب أن تمارس الملاكمة مع الكيس الخاص بها.
تفرغ جام غضبك من جهة وتقوي عضلاتك من جهة أخرى.
أو أنت سيدتي عندما تغصبين حاولي أن تغني أو بدل الصراخ، لربما قد تغني فريد وأم كلثوم على نغم حكيم وعمر دياب لكن لا بأس، أو أن ترقصي هي رياضة تحتاج جهدا يفرغ شحنة وطاقة مخزونة، أو متولدة في جسدك حسب الظروف، أو الحالة،
أو اكتبي، أو انسجي الصوف، أو…
المهم أن لا تلجئي لتناول الطعام لأنه يزيد الطين بلة، لأنك عندها سوف لن تجدي نفسك الإ في المطبخ ….
بكل الأحوال وجب علينا كأناس في القرن الواحد والعشرين أن نستوعب بعضنا عند الغضب، ونحاول أن نزيح الحمل، أو نخفف البؤس إن لم نستطع أقلها أن نساعد.
اِقتنعْ دوماً العمر قصير … لا تمضِ الشباب متوترا، لأن المشيب قريب..
فلا تهدر الشباب، فمشاكل الشيخوخة تؤذيك..