الوضع العربي في المنزلة بين المنزلتين – مصطفى الويسي

0
647

إن أخطر عوامل التخلف هي الشعور بالتخلف، وتعتمد دول الغرب علی هذه المعادلة، مستغلة تلك الغشاوۃ المركزة علی الأذهان الساذجة التي تسجد للتبعية الفكرية والتي تظن نفسها أنها متميزة عن أبناء دولها الأصلية بالثقافة والتحضر أو التنوير الفكري.. في الوقت الذي يعتبرهم الغرب مجرد بيادق لتسويق أفكاره المادية المحض رأسمالية العمياء، ورفض كل ما لا يعتمد علی العقلنة في الوقت الذي يعجز فيه العلم عن الإجابة عن ماهية أغلب الظواهر الطبيعية ويعجز كل العجز عن الإجابة عن الكثير من الأسئلة. وقد يعتني بهذه الفئة من الأشخاص بتمويلهم لتهديد حكومات دولهم بزعزعة الاستقرار فيها، والدفع بهم إن اقتضى الحال إلی إسقاط الأنظمة وتعيينهم في بعض الأحيان في مناصب جد حساسة في الدولة وإشعارهم أنهم جد مهمين للحركات السياسية والديموقراطية والتي يوهمونهم بأنها البديل الوحيد للدكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية. ويجب أن نشير بأن كلمة الديموقراطية كلمة مركبة من كلمتين، وتعني الحكم للشعب. وهذه الأشياء لا وجود لها في جميع الدول وإنما هناك أنظمة أولغارشية وهي أنظمة توهم المدني بأنه فعال في اتخاذ القرارات السياسية وفي بلورة القوانين الوضعية، إلا أنه في واقع الأمر يضلل بالإعلام وكل الأدوات والميكانيكيات المبلورة لإشعاره بأهميته، وكل ما يفعله هو زيارة صناديق الاقتراع بين الفينة والأخرى للإدلاء بآراء ومواقف متخذة مسبقا كما حصل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. كل الدعايات الرئاسية الأمريكية ركزت على الهجرة والإرهاب الإسلامي والأمن.. والتي أثبتت الدراسات أن أغلبيتها مفتعلة من الحكومات الغربية عامة ومن الولايات المتحدة خاصة.. الشيء الذي أدى إلی تتويج الرئيس الحالي ترامب علی رأسها.

إن الحلم العربي يجب أن يكون مضبوطا نسبيا ومعقولا ولا يجب أن يخرج علی قالب معين يساير العقلية العربية والمناخات السياسية والتيارات الإثنية والدينية والتقاليد والعادات العربية.. بما عهدناه فيها من قيم الحشمة والتضامن الأسروي والمعتقدات الروحية.. إلا إذا كانت هذه الخاصيات تعتبر أعراضا للتخلف ولا أومن بذلك..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here