قد أخبرتك كثيرًا أنّك مرآة صادقة
لكنّك تعرف أيضًا أنّ المرآة لا تعكس نفسها
هي غائبة دائمًا
لذلك ينتابني الشكّ حول ما أراه منك
فالانعكاس عكس بالضرورة
لكن ذاك المدى الذي يهرب كثيرًا في التّمني، شديد الغواية، ملحاح شرس
لم أستطع غضّ الطرف عنه رغم كلّ المزايدات التي وضعتها على طاولة التّخلي
ذاك المدى رصصته من سنوات على كتف الرجاء
وعجنته بنكهة الفقد اللذيذ
ولونته بالرّيح العتيقة للتيه.
كيف بعد كلّ هذا يمكنني تكسير هذه المرآة؟ وهو يتوهج بالشغف كلّما عكسته؟
كيف أتقي شظية نافرة تتورط في جرح لون الرّيح؟
وأصفو بلا انعكاس ولا مرايا؟