القـــــرار ــ ذ. سليم عيشان

0
604

( أحداث وشخوص النص حقيقية حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ).

تنويه :
إذا تطابقت الأحداث والشخوص على شخص ما … فهذا لا يعني بالضرورة أنني أعنيه بالمطلق .

إهداء متواضع
إلى بطلة النص ..
( الكاتب )
—————————————-

” القرار “؟؟!!

هي فتاة متعلمة .. مثقفة .. مهذبة .. ذات مكانة اجتماعية ومهنية راقية .. يشهد لها الجميع بالذكاء والفطنة .. الحصافة والكياسة.. مرحة هي .. اجتماعية .. راقية الأحاسيس والمشاعر .. وفوق كل هذه وذاك .. هي جميلة .. ساحرة .. فاتنة.
عشق الجميع فيها تلك الخصال دون أن يروها .. ولكنهم عشقوا صوتها الذي كان يحمل كل ألوان الطيف مجتمعة .. وكل محاسن وجماليات المرأة … من رقة وجاذبية وحلاوة وحنو ..
من بين الجميع .. هي اختارت واحداً .. في الحقيقة هي لم تختره .. ولكن قلبها ومن قبله عقلها من اختاراه .. ولم يسعها سوى الانصياع لاختيارهما .. لأنها أحست بأنه رجل .. بكل ما في كلمة ” رجل ” من معنى ..
.. كل الحب .. في كل القلوب .. ومنذ بدء الخليقة .. انصهرت في بوتقة واحدة .. من السعادة .. والحب الصادق .. راحت ترتشفها قطرة قطرة .. وهي تحس بطعم الحياة .. وتحس بأنها الحياة كلها بالنسبة له .. وأنه الحياة كلها بالنسبة لها … وأنهما المكمل الطبيعي لبعضهما البعض ..
فكان الحب الجارف.. وكان التتويج المنطقي .. بأن تمت الخطوبة بينهما.
لم تلبث أن تعرفت على شاب .. دمث الأخلاق .. رفيع الذوق .. مهذب للغاية .. متعلم ومثقف ..
هي كانت بحاجة ماسة إلى صديق .. أخ .. .. بعد أن كان لها الحبيب .. الخطيب .. فكان هذا ما أرادت.
أطلعته على مكنون صدرها .. حبها الجارف لحبيبها .. خطيبها .. .. أما بالنسبة له .. فهي تعتبره أخ صديق .. أخ فحسب .. فبارك الصديق .. الأخ حبها لخطيبها .. وبارك صداقته وأخوته لها.
لم يلبث الصديق .. الأخ .. أن صارحها بأنه يحبها .. كما لم يحب امرأة في يوم من الأيام .. ولم يلبث أن أبدل كلمة ” صديقتي ” .. ” أختي ” .. بكلمة ” حبيبتي ” .. وراح يلح بالسؤال .. ويلح بالرجاء .. وبشتى الوسائل والطرق .. ويؤكد لها بأنها بالنسبة له كل شيء .. وأنه بدونها … لا شيء.
بكل اللياقة .. وبكل الذوق .. وبكل الهدوء .. راحت تفهمه … بل تؤكد له .. بأنها تحب خطيبها .. حبيبها .. فحسب .. أما بالنسبة له هو .. فهو صديق .. وأخ … فحسب.
لم يصبه اليأس ولا القنوط .. راح يحاول وبشتى الوسائل والطرق ومن جديد .. أن يستميلها .. ويستميل قلبها لحبه .. كان لديه شعوراً خفيّاً ما .. بأنها سوف ترفع راية الاستسلام ذات يوم ..وترضخ لحبه ورغبته الجارفة نحوها ..
أخيرا .. قرر أن يضع حدا للأمور .. وأن يضع الأمور في نصابها .. وذلك بعد أن أعيته الحيل والسبل .. وبعد أن عرض عليها قلبه وحبه آلاف المرات.
خيرها بأن تختار .. ما بين خطيبها .. حبيبها .. وبينه .. وضع الخطيب الحبيب في كفة … ووضع أخوته .. صداقته في الكفة الأخرى.. وطلب منها أن تختار وبشكل نهائي وبات … فكان أمر الخيار بالنسبة لها مفاجئا .. وجعلها تعيش في دوامة من الحيرة .. التردد .. في اتخاذ القرار.
راح يلح وبشدة .. ويطلب منها ضرورة الإسراع باتخاذ القرار فكل حياته معلقه بكلمة منها .. وعليها يتوقف دوران الكرة الأرضية والزمن.
عاشت المعاناة .. الحيرة .. التردد وأشياء أخرى عديدة ..
وكان اللقاء مجددا .. وكان السؤال التليد منه لها:
– ” .. ماذا تم بشأن قرارك ؟؟ .. أنا أعرف جيدا بأنك سوف تقولين لي .. ” أحبك ” هذه المرة … أنا متأكد من هذا بشكل جيد .. وأنت التي لم تقولينها لي مرة … رغم أنني رددتها على مسامعك مليون مرة .. “.
فترة صمت .. هدوء .. سكون .. سادت الموقف بينهما .. قبل أن تنطق :
– ” لقد فكرت جيداً … مليّاً … واتخذت قراري أخيراً “.
.. انفرجت أساريره .. صرخ بفرحة وسعادة طاغية وهو يقهقه :
– .. أعرف .. أعرف جيداً .. بأنك قد اقتنعت أخيراً .. وأنك قد وافقت على حبي .. أخيراً .. “.
تمتمت بهدوء وهي تبتسم ابتسامة تحمل مليون مغزى :
– “.. نعم .. لقد اخترت وبشكل جيد .. واتخذت القرار الذي لا رجعة فيه بالمطلق ..
لقد اخترت .. اخترت …… ؟؟؟!!!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here