القادمون من القبور ــ محمد عمار شعابنية

0
616

حياتهم ذهبتْ وواروهم
ـ وقد ماتوا ـ الترابْ

فمن الذي
سيهيئ العمُرَ الجديـدَ لهم
ويمنحهم تراخيص الإيابْ

فالأرض قد ضاقت
بمن همْ فوْقَـها أحياءَ
إذْ شاختْ وفارقها الشبابْ

لا شرفةٌ لي
في أدانيها وقدْ
أفضتْ أقاصيها إلى مدّ سرابْ

فكأنها ستزول بعد غدٍ
ويرْمِيها الزوالُ
إلى الفناء ..إلى الخرابْ

يا أنتِ ..
هذا الوقتُ منكسِر كما قدَح
ٍ تكسّر حين لامسه الشرابْ

لا الشاربون تمتعوا بشرابهم
لكن على أطباقهم
حطّ ّ الذبابْ

فلتبحثي في الشعر
عن مأوى
فلا سكَنٌ لنا
غير القصيدة والكتابْ

أوْ ربّما وطَنٌ
سيحملنا إلى أعلى
فيسبح في أيادينا السحابْ

لكأننا حقلان
ينتظران بعد الصيف أمطارا
لينقشع اليباب

أوْ أنّنا
في ما يحمّلنا انكسار الوقتِ
نقتلع الحضورَ
من الغيابْ

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here