“الرد على مغالطات ويكيبيديا؛
الطبخ المغربي لم يتأثر أبدا بالطبخ التركي العثماني” :
حقائق تاريخية دامغة من نهاية القرن 12م / 7 هجري، من كتاب (آثار الأول في ترتيب الدول) لمؤلفه أبو الحسن العباسي وهو من نسل السلطان هارون الرشيد، ومؤلف الآثار أديب ورحالة زار كثيرا من البلدان المجاورة لبلده ووصف حالتهم وعاداتهم وطرق عيشهم من آسيا حتى البلقان وأوروبا والشرق الأوسط، وتحدث كذلك عن المغرب في عصر المرابطين والموحدين الذين عاصرهم .
يقول المؤلف عن طعام الأتراك : ( والترك وأهل البوادي يأكلون اللحم المسلوق والمشوي واللبن والشوربات القمح لا يعجبهم )، وإني أرى أن الأتراك بعد تأسيس إمبراطوريتهم العثمانية في القرن الخامس عشر، وغزوهم لبلاد كثيرة مستضعفة تأثروا بالثقافة السائدة في تلك البلدان سواء الأوروبية والعربية، أي أنهم هم من تأثروا بتلك الثقافات ولم يؤثروا، فيها لأنهم (وحسب المصدر أعلاه) لم يكونوا يملكون ثقافة، وهذا التحريف والتخريف الذي تنشره ويكيبيديا وينتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات يغفل حقيقة أن المغرب لم يقع أبدا تحت الحكم العثماني ولا تحت حكم السلطان الأيوبي قبل ذلك كما حال بعض الدول، والمغرب هو البلد الوحيد في المنطقة العربية الذي لم يتأثر بالثقافة العثمانية ومنها الطبخ، والباحث الرصين المتعمق سيكتشف أن لا وجه للمقارنة بين أنماط العيش والطعام في البلدين، فأشهر الأطباق والوجبات التركية مثل الضولمة والبقلاوة الاكميك واللحمكون وغيرها من الأطعمة غير موجودة في المغرب، وكيفما كان مصدرها فهي غير موجودة بتاتا في الطبخ المغربي.
نحن ليست لنا أية مشكلة مع الأتراك والعثمانيين، فنحن نحترم خصوصياتهم وتقاليدهم وعاداتهم في طعامهم ولباسهم، ولكن مشكلتنا مع ويكيبيديا التي في كثير من مقالاتها حول الطبخ المغربي تقحمهم عنوة كلما جاء ذكر طعام أو طبق مغربي، فمن المعروف أن المطبخ التركي تأثر عبر الزمن بالمطبخ الكردي والفارسي والهندي والعربي والأرمني واليوناني والبلقاني، وكان ذلك التأثر نتيجة طبيعية لنشأة الامبراطورة العثمانية وسيطرتها على بلاد كثيرة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط عبر نحو 500 سنة من الهيمنة والتفاعل، ولم يكن المغرب أبدا داخل هذا التأثير …
La cuisine Marocaine n’est pas du tout influencée par la cuisine Turque Ottoman selon des sources Abasside de 12ème siècle au contraire de ce qui est publiée sur Wikipedia
#houari_hossin
_________________________
* الأستاذ الشيف الحسين الهواري وافته المنية مؤخرا، وقد كان رحمه الله باحثا ومؤرخا في تاريخ وتراث الطبخ المغربي والعربي والعالمي، وعضوا مؤسسا للمعرض الدولي “كريما” منذ تأسيسه سنة 2000، وحائزا على ثماني ميداليات وبالدرع الدولي “غولدن شيف”… وقد ارتأت جريدة الديوان نشر مقالاته التي دافع فيها عن الطبخ المغربي بالأدلة التاريخية ضد المغالطات المنشورة بويكيبيديا وضد محاولات طمس هويته والسطو عليه.