تابعت ولمدة طويلة ما يجري في شارع الوطن المغربي، خرجت بقناعات عدة:
الوطن أصبح قطعة شوكولاطة وكل يد تريد قضم شيء منها، طفرت الأيادي، وطالت الأصابع، واشتد التنافس والزحام بين الأيادي الطويلة السياسية، المثقفة والمافيوية. فقط الأيادي القصيرة وجهوها إلى حالة أخرى لإلهائها عن الوليمة الحقيرة التي تَحلق حول مائدتها اللئام .
عموم الشعب الفقير المسكين، يوما عن يوم تنقص فرص حياته بكرامة داخل الوطن، ويوما عن يوم يخسر أسباب وجوده في بلاده إلى درجة أن مافيا السياسة والأجندات المتكالبة علينا أخذت تدفع إلى سيناريو مرعب وهو إفراغ الوطن من شبابه وتعميره بالأفارقة وانتم تعرفون كيف سيصبح صوتنا الوطني بعد بضع سنين.
وبكل أسباب القمع وتهجير الساكنة من بيوتها وهدم منازلها ومحلات إقامتها في واضحة النهار وتغيب صوت الحق والقانون، يمارس تفعيل السيناريو المافيوي واللاوطني.
المتأمل في وضعية الوطن يستنتج عدة قناعات منها:
الضغط على الشعب المغربي في اتجاه التفرقة بين كل أبناء ربوع الوطن، وهو سيناريو مكمل للعبة الربيع العربي الخادع.
خلق أسباب عديدة لليأس عند الشعب المغربي، تفقيره، هدم منظومة التعليم وبأيادي مؤسسات لاعبة في المجال، جعل المنظومة الصحية في مستوى منحط من الخدمات ونقص في الأطر، تحكم مافيا العقار في النفس الاقتصادي المغربي والشعبي.
دفع بالإقتتال فيما بينه، كتوجيه محكم للفت الأنظار عما ينهبه الكبار من خيرات البلاد، ليتأزم الوضع الاقتصادي ويصبح الجوع والفاقة من أسباب خلق الهيجان في الشارع وظهور جواهر السرقات القاتلة وعدم الأمن والتشرميل اليومي، وهي أسباب كافية لتداخل الصراع بين الشعب والزرواطة المخزنية، وتكسير ضلوع نسائنا وبناتنا وأولادنا في شوارع الوطن.
القضاء نهائيا على الخطاب السياسي الحقيقي، وذلك بتفريغ كل الأحزاب السياسية من دورها الفاعل ومشاركتها في بناء رؤية للمنظومة الحقة في تصور جيد وفعال للحياة السياسية التشاركية المتعددة في الوطن، وخير دليل على ذلك ظاهرة انتفاء مفهوم الزعامات السياسية وتعويضها برجال يحملون أكياسا فارغة وينتظرون ما يلقى إليهم من فتات فائض عن حاجة البارونات التجارية والسياسية. لهذا لا مصداقية سياسية لأي حزب كان من أولوياته الدفاع عن حقوق الشعب المغربي والسير به إلى حالات الرفاه المتوخى عبر النضالات والاستحقاقات. لذلك تحولت الأحزاب إلى دكاكين تبيع الوهم وتنخرط في سيرة العدم. الأحزاب اختزلت كاملة في أفراد زعيمة بالمفهوم الإعتباطي للدلالة.
الموضوع طويل وأحب أن يشاركنا أصدقاؤنا وجهة نظرهم لنتكفل بحسنا على الأقل بلعب دور مهم في إدراك النجاة من غرب البلاد الوشيك.
سأستمر في الموضوع والكتابة عن الجانب الثقافي المتردي والذي أضحى ضحية خطاب السياسة والمال وتشجيع الفقاعات والرقص والتسطيح.