عذراً لحروفٍ لا تخضعْ
لنزارَ وفيروزَ الأروعْ
قدْ تاهتْ منَّا أوطانٌ
أجراسُ العودةِ لمْ تقرعْ
صاروخٌ هذَّ مؤخرةً
عذْريَّةَ أقوامٍ يشلعْ
فشعوبُ بلادِ العرْبِ بدتْ
كغثاءِ السيلِ، وقلْ: أشنعْ
حتَّى الثوراتُ بدتْ جرماً
ويدُ الأطفالِ غدتْ تقطع
والرأسُ تعلَّقَ في سقفٍ
والبطنُ سيبقرُهُ المدمع
والمرأةُ ماتتْ حاملةً
وجنينٌ يسأل ما أبشعْ
وصراخُ الموتى في ردمٍ
يخبو، لا من أحدٍ يسمعْ
والبيتُ تدمّرَ، يطمرهمْ
والجثَّةُ أكواماً ترجعْ
يتلذَّذُ قاتلنا في إجرامٍ
أنواعٌ أصنافُ أوسعْ
والشعبُ يلوذُ إلى ذلٍّ
هرباً من موتٍ بل أفظعْ
وهناكَ البردُ يطوِّقُهُ
ويقطِّعُهُ النجسُ الأبرعْ
والجوعُ سيوفٌ قدْ ملكتْ
أشلاءً وهنى والرضَّعْ
ومشافٍ صارتْ أنقاضاً
والخدّجُ فجَّتْ لم ترضعْ
والبحرُ يكافيء قاتلنا
وخيامُ الردَّةِ لا تشفعْ
برميلٌ دقَّ بأسفلنا
والدافعُ أحقادٌ تدفعْ
فأتوا بالوهمِ، لينتقموا
وحسينٌ في قتلٍ قعقعْ
فبلادي يا فيروزُ صحتْ
في صحنِ القسمةِ كي تقطعْ
ردَّتْ للثورةِ ثورتُهمْ
والشعبُ المنهكُ من يُقلعْ
فمجوسٌ تحرقُ أوطاني
ويدير الدفّاتِ المرجعْ
ويهودُ تقودُ مؤامرةً
والفاعلُ يقسو، كي نركعْ
هلْ مازلتمْ في أوهامٍ
أجراسُ العودةِ قدْ تقرعْ
قطعَ الوعْيُ العالي منّا
ماذا قدْ ينفعُ ذا الإصبعْ
حتّى الأشعارُ غدتْ هرجاً
بينَ الأمواتِ فلن تنفعْ
عذراً فيروزُ ومعذرةً
لنزارَ العذرُ بما أصنعْ
كتبَ القلمُ المقموعُ غداً
ما زلتَ تباركُ من يبدعْ..
محاكاة لقصيدة نزار قباني وأغنية فيروز وقصائد الزملاء من ردَّ عليهم.