أرى في صمتك
بلادا تغرق في البلاد
نساء يشعلن ضفائرهن
ليدفأ البيت
شيوخا يراهنون على المفاتيح
في جلسة حشيش
عمالا يحسبون ما تبقى من دراهم
“السميك”[1]
والمسافة إلى أفخاذ العاهرات
أطفال القرية
يتسلون بأنثى الحمار
لأنهم لا يملكون شاشة تلفاز
يتفرجون على أفلام الكارتون
جنرالا متقاعدا بجانب مدفأة
يدس وحدته في فرو كلبته الصينية
Pékinois
وهو يحدثها عن حرب “لاندوشين”
التي خاضها
عن نساء ضاجعهن هناك دون الحاجة
لحفظ أسمائهن
عن أبناء له لا يحملون اسمه
عن الطيور
عن القطط
عن الكلاب
عن القرود
عن كل الزواحف التي أكلها
قبل أن تأكله الحياة..
أرى في عينيك
بيروت ترقص على النار
وهي تباع في المزاد العلني
بينما ربطات العنق
والعمائم
تتسابق نحو المنصات..
بغداد تبكي
وهي تشق وجه ابن رشد للمرة الثانية
مرة بالأندلس
ومرة حينما حاولت أن تكنس شارع المتنبي
بالغيب..
فأي إسكافي قادر أن يرتق وجه البلاد
والبلاد خارج البلاد؟
أيها الفرات أخبرني
كيف أخرج من البصرة
دون دمي؟؟؟
[1] السميك هو أدنى اجر يتقاضاه العمال بالمغرب.