البقّولة المغربية طعام المتصوفين الزهاد __ ذ. الشيف الحسين الهواري*

0
154
الشيف الحسين هواري

“البقولة طعام المتصوفين الزهاد” :

قال صاحب ( شويخ من أرض مكناس ) الششتري : ( ما بقى ما نقول/ قد طبخت لك البقول )، وقد اشتهر أبو الحسن الششتري المولود في 1212م عصر الموحدين بأزجاله الصوفية لا سيما قصيدته “شويخ من أرض مكناس” لكنه عرف بورعه وتبرمه من الحياة ومتاعها، وعاش عيشة الزهاد والمتصوفة، يجول في الأسواق والقرى المغربية ينظم قصائد الزجل الدينية والأشعار الشعبية، ومنها القصيدة الزجلية الشعبية الشهيرة لما عاش في مدينة مكناس : (شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني). وكان طعامه الحبوب وما يقتات به مما تنبت الأرض، يتغذى فقط على الأعشاب والنباتات البرية ومنها البقول/ البقّولة في الدارجة المغربية.
اشتهر بقصائد الحكمة، ومنها كما جاء في ديوان الششتري
شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
اش علي أنا من الناس وش على الناس مني
ثم قول مبين ولا يحتاج عباره اش على حد من حد افهموا بالإشاره
انظروا كبر سني والعصا والغراره هكذا عشت في فاس وكذا هوني هوني
اش علي أنا من الناس وش على الناس مني وما أحسن كلامه إذا يخطر في الأسواق
تره أهل الحوانيت يلفتوا له بالأعناق الغراره في عنقه وعكيكز وعكاز
شويخ مبني على ساس إن شاء الله مبني اش علي أنا من الناس وش على الناس مني
يا إلهي رجوتك جود علينا بتوبه بالنبي قد سألتك والكرام الأحبه
الرجيم قد شغلني وأنا معه بنشبه قد ملأ قلبي وسواس من ما هو يبغي مني
اش علي أنا من الناس واش على الناس مني شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني.
إن أزجال أبي الحسن الششتري بما له وعليه أشعار صوفية وموشحات وأزجال شعبية كانت ثمرة تجربته الغنية بالدلالات والمواقف الروحية الصادقة. فهو إن كان أفصح عن تجربته تلك بوسائل تعبيرية متعددة ومنها لغة النثر وإنشاء المقال، إلا أنه كان أكثر إنتاجا وأعمق تعبيرا عندما اعتمد طريقة الشعر الصوفي، باعتباره أهم وسيلة لنيل الخبرة الباطنية المستعصية على أصناف التعبير الأخرى.
وهذه القصيدة الشعبية عمرها أكثر من 735 عاما قالها (أبو الحسن الششتري) تعبق بالتصوف، وقد كتبها لأجل أن يطهر ذاته من الكبر، بعد أن لبس غرارة على عنقه وثوبا باليا، ومشى في الأسواق متعكزا على عكاز، ينشد هذه القصيدة المشهورة والتي يرددها الناس غالبا دون توقع لعمرها.
أبو الحسن الششتري ولد عصر الموحدين سنة 1223 م 610 هجرية، شاعر زجال عاش في المغرب،وكان زاهدا، وصفه لسان الدين بن الخطيب في الإحاطة بقوله: «عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة المغرب والأندلس، لابس الخرقة، وأبو الحسن. من أهل شستر وكان مجوداً للقرآن، قائما عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل».
وفحوى قصيدة شويخ من أرض مكناس هو الدخول في الحياة وطريق القوم، قال له شيخه لا تنال منها شيئاً حتى تبيع متاعك وتلبس قشابة وتأخذ بنديراً وتدخل السوق، ففعل جميع ذلك فقال له ما تقول في السوق فدخل السوق يضرب بنديره ويقول: بدأت بذكر الحبيب. فبقي ثلاثة أيام وخرقت له الحجب فجعل يغني في الأسواق بعلوم الأذواق ومن كلامه.
وهي قصيدة غناها المطرب الخليجي خالد الشيخ ولقيت رواجا كبيرا لأنها أغنية خارج حدود الزمن ربما لأنها اعتمدت كلمات رائعة أولا وثانيا لأنها تمس الإنسان.. وحكمتها بسيطة وتلقائية وفيها نوع من التبتل والتضرع تركن له النفس. كما أنها تحرك الخيال جهة شيخ فقير أبيض اللحية يسير في الأسواق أكثر حكمة من المشغولين بالدنيا. وهذا جو يقترب من الحكايات القديمة التي يحب ويستمتع بمثاليتها وقيمها العليا أكثر الناس…

رابط الأغنية بصوت الفنان أحمد الجميري على اليوتيوب

Histoire de la Bakoula marocaine depuis le 13ème siècle dans un poème populaire de Chanchari poète mystique auteur qui à vécu l’empire Almohade son poème écrit à Meknès ( chowikh min Maknes) et très populaire
#houari_hossin

__________________

* * الأستاذ الشيف الحسين الهواري وافته المنية مؤخرا، وقد كان رحمه الله باحثا ومؤرخا في تاريخ وتراث الطبخ المغربي والعربي والعالمي، وعضوا مؤسسا للمعرض الدولي “كريما” منذ تأسيسه سنة 2000، وحائزا على ثماني ميداليات وبالدرع الدولي “غولدن شيف”… وقد ارتأت جريدة الديوان نشر مقالاته التي دافع فيها عن الطبخ المغربي بالأدلة التاريخية ضد المغالطات المنشورة بويكيبيديا وضد محاولات طمس هويته والسطو عليه.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here