حالة يصاب بها فئة لا بأس بها من الأفراد حيث تكون العلاقة العاطفية في بدايتها قائمة على الاهتمام المتبادل بين الشريكين، ثم يقل اهتمام أحد الطرفين مع رغبة الشريك الآخر بهذا الاهتمام والتعلق به الأمر الذي يخلق عنده ضعف في القدرة على ضبط المشاعر الموجه للشريك المتغير، ومحاولات في استعادة اهتمامه مما يسبب ردات فعل عند الشريك أوضحها اللامبالاة وقلة الاهتمام والرفض، الأمر الذي يتناسب طردا مع عاطفة جارفة من الشريك الطالب للاهتمام، وظهور حالات من الاندفاعات العاطفية الغير متزنة وغير عقلانية تضعه في مواقف محرجة، ويظهر بشكل الضعيف العصبي المتوتر القلق، حتى يسيطر هذا الشريك على كل خطوات حياة هذا الأخير، ويصبح المتحكم المباشر بلحظات الفرح والحزن، وتقبل الحياة أو رفضها، ويؤثر على العلاقات الاجتماعية والنجاح بالعمل أو الدراسة .
تكمن خطورة هذا الاندفاع بأن الشريك المندفع عاطفيا يفقد كيانه وشخصيته، ويصبح عبارة عن كتلة تتحكم بها مشاعر وعواطف مرهونة برضى الشريك الآخر، ويصبح اهتمامه أو رضاه هو مؤشر القبول النفسي ويزيد تعلق بالشريك في حالة الرفض، حتى تصبح العلاقة أشبه بزنزانة يموت فيها أحد الشريكين بكل لحظة رفض من الآخر.
علينا أن نكون واقعيين وعقلانيين في التحكم بكمية المشاعر، ونتحكم بكمية ضخ المشاعر للشريك والابتعاد عن الاندفاع الذي حتما سيدمر كل المشاعر الجميلة، ويقتل أي ثقة بالنفس، ويصبح الإنسان سجينا ضائق الصدر بسبب شخص غير مبال، أو تغير اهتمامه لسبب أو لآخر…
إن إطلاق الزمام للعاطفة الهائجة دون قيود ودون حدود، ربما تؤدي إلى حالات هستيرية، إضافة إلى الاكتئاب والحالات العصبية.
وشخص مكسور لا قيمة لمشاعرك التي فرطت ببذخ سافر لشخص ربما لا يبالي بما أنت عليه وما أنت تعاني….
لا تبالغ بإخراج عاطفتك، اجعلها دائما تحت سيطرتك العقلية.