استثمر المغرب الرسمي في الفنانين والرياضيين ونجوم الهزل ومن على شاكلتهم، ورفعهم فوق مراتب الشعب كله وخصص لهم الكثير من الأموال والهبات، وفتح لهم أذرع إعلامه السمعي والورقي، حتى انفجرت فضائحهم وكثرت مصائبهم، فتارة سعد المجرد وقصص اغتصاباته، وتارة دنيا باطمة و”إنستاغرامياتها”، ونيبا ودعوته اليهود والنصارى إلى اعتناق الإسلام، والداودية وتنظيراتها لزواج المتعة والدعارة في أرض الحرم..
وحين احتاج الوطن في محنة الكورونا إلى بنيه ليقفوا ليس إلى جانبه بل إلى جانب بعضهم البعض، لم يعرب ذكاء هذه الفئة الجاهلة التي خُولت لها كل أسباب الشهرة إلا عن مبادرة ترديد النشيد الوطني من فوق الأسطح ومن على شرفات المنازل!!!
بئست مواقف فناني ورياضيي “الكيلو” المغاربة، بدل التبرع بالمال والجهد للمغرب المهمش والتبرع لشراء الأجهزة الطبية اللازمة لتجاوز الأزمة، أو التكفل بطعام وشراب عدد من جائعي الوطن، لم يجد ذكاؤهم المحدود إلا مبادرة التغني بالنشيد الوطني.
يجب أن نطلق بدورنا حملة مفادها المطالبة بمحاكمة هؤلاء، لخيانتهم واجبهم الوطني، ومزايدتهم على المغاربة في وطنيتهم ومواطنتهم.
وهذه فرصة لكي يصحو المسؤولون عن تربية ذوق المغاربة، لكي لا يبعثروا المال العام فيما لا يجدي ولا ينفع، ويحولوا أموال هؤلاء إلى مجال البحث العلمي والمجلات الأخرى التي يمكن أن تعود على الوطن والمواطن بالخير والنفع، سواء في أيام اليسر أو أيام العسر.