هل سيفشل مشروع الترافع الرقمي كما فشل قبله مشروع الدبلوماسية الموازية؟
عندما تتفتق عبقرية الأمين العام لمجلس الجالية عن ابتداع آلية جديدة للتعريف بقضيتنا الوطنية أسماها آلية الترافع الرقمي،ابتغاها بديلا عن آلية الدبلوماسية الموازية، فهذا إقرار من الأمين العام بفشل واحدة من سياساته التي ظل يرعاها ويمولها بالخارج، أعني مقاربة الديبلوماسية الموازية التي ظلت معتمدة ومعمولا بها من لدن ترسانة من جمعيات مغاربة الخارج المقربة في معظمها من الأمين العام أو من “أصحاب الوقت”، وظلت لسنوات وعقود تتاجر بقضية الصحراء وتشفط باسمها التمويلات من أموال دافعي الضرائب تحت مسمى تصريف الدبلوماسية الموازية بالخارج والتعريف بقضيتنا الوطنية لدي مجتمعات بلدان إقامة الجالية.
يعرف القاصي كما يعرف الداني من تلك الجمعيات، كيف كان يتم اختزال الدبلوماسية الموازيةبإسبانيا وغيرها من بلدان العالم إما في الاستمتاع بالسفريات في الفاست كلاص والإقامة بأرفع الفنادق وشرب الويسكي بيليكي بالنسبة لبعض الفاشلين، أو في تنظيم حفلات الشاي وكعب غزال مع استقدام فرق الشيخات وإقامة السهرات الموسيقية بقاعات الفنادق المصنفة بالنسبة لمعظم الجمعيات، وهاهي الأيام تدور دورتها لتعري عن هول الخسارة التي حصدناها على يد هذه الطفيليات الفاسدة، ويكون عبد الله بوصوف نفسه هو أول من يعترف بالخسارة، وهو نفسه من ينبري بالإعلان عن تلك الحصيلة المأساوية التي إن دلت على. شيء فإنما تدل على أن أداء “جمعويي الكرمومة” المناسباتي الباذخ لم يكن سوي عبارة عن شكل من نضال “النشاط” ووسيلة لنهب المال العام ليس إلا.
الأمين العام لمجلس الجالية لم يكشف لنا بعد عن كل أبعاد مشروعه الجديد، مشروع تكوين مغاربة الخارج أكاديميا في مادة الترافع الرقمي دفاعا عن القضية الوطنية، كما لم يوضح لنا بعد ما هي الآليات التي سيعول عليها في تنفيذه على الأرض، هل سيعول على نفس الأدوات البالية، أي نفس الطفيليات الفاسدة المفسدة ونفس جمعيات الشاي والحلويات التي تسببت للوطن في هزيمة أمام خصومه، هي نفسها التي ستناط بها مهمات تصريف الترافع الرقمي، أم سيتم استبدالها وتجنيد بدائل عنها من أوساط شباب الجالية
من الجيل الثاني، ومنح الفرصة للاعبين جدد لتحمل المسؤولية في التعريف بقضية وطنية حساسة؟
الأيام وحدها كفيلة بمعرفة مايعده لنا الأمين العام من مفاجآت!!!