الأرض لا تحتاج لخيط وإبرة – د.جميلة الكجك

0
1203


عندما كنت صغيرة -ربما في الخامسة أو أقل- كنت أراقب والدتي وهي تزرع أشتال الورد ونباتات الزينة، ثم تسوي التراب من حولها وتسقيها القليل من الماء، وكنت أشعر بالسعادة إن وافقت أن أشاركها العمل. كنت أطل على النباتات كل حين فهي منذ لحظة زراعتها تصبح شغلي الشاغل. أنظر هل نمت، هل ظهرت الورود.. ؟ لكنني كنت أفاجأ في كثير من الأحيان أن النبتة تذبل وتصفر أوراقها ويتساقط بعضها، فأحضر عيدانا وخيوطا من الصوف وأقوم بتثبيت سيقان النباتات على العيدان وألف الخيوط من حولها، بعض النباتات كانت تعود إليها حيوية الحياة وبعضها يستمر في الذبول حتى تذوي تماما وتصبح كالهلام. وكم كنت أحزن إذ ذاك عليها، أما أمي فكانت تضحك مما أفعل وتحاول إفهامي أن كل ما أفعله هراء لا فائدة منه لكنني لم أكن أريد تصديق كلامها، أعاندها وأستمر بفعل ذلك في كل مرة على أمل أن تدب في النباتات الحياة من جديد. ولم أفق من غفلتي حتى علمت أن الجذور هي أساس النمو، إن صلحت نمى النبات واستوى على سوقه وإلا فالهلاك مصيره المحتوم.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here