يا طيبَ أرضٍ قد خَطوْتِ بِتُرْبِها
وتعطّرتْ أعطافُها بشذاكِ
ونسائمٍ لزهور وجهكِ عانقتْ
وخميلةٍ عُنِيتْ بها كفّاكِ
في كلّ فجرٍ من ضيائكِ وَمْضةٌ
يشتاقُها قلبي الَّذي يَهْواكِ
في كلِّ ليلٍ وَقْعُ ذكركِ صادحٌ
مُتردّدٌ في الأرضِ والأفلاكِ
طُهْرٌ كما طُهْرِ الملائكِ ساطعٌ
يا ليت رُوحي ترتقي لعُلاكِ
بكتِ السَّماءُ عليكِ والأرضُ الَّتي
شَهِدَتْ بكلِّ هُنيهةٍ تقواكِ
يا جنَّةَ الفردوسِ ، تلك حبيبتي
كم ذا هَوَتْكِ وكم رَجَتْ لُقْياكِ
يا طِيبَهَا حينَ الحياةِ وفي الوفاةِ
وحينما رَكَضَتْ إلى سُكْناكِ
إنِّي بغيرِ عُيُونِها مُتَحيِّرٌ
أخشى شِرَاكَ تَعَثُّرٍ وهلاكِ
إنِّي بِفَقْدِكِ يا شقيقةَ مُهْجَتِي
في ظُلْمةٍ أَهْفُو لِفَيْضِ سناكِ
إنِّي بفقْدِكِ قابعٌ في وَحشةٍ
لم يُؤْنسِ القلبَ الشَّغُوفَ سِواكِ
ولقد غَدَوْتُ كزهرةٍ ظمآنةٍ
فقدَتْ نداكِ فُجَاءةً ورُباكِ
أَكْرِمْ بقلبِكِ حازَ أثمنَ جَوْهرٍ
سبحانَ ربٍّ قادرٍ سَوَّاكِ
سبحانَهُ أعطاكِ كلَّ فضيلةٍ
وبِكُلِّ حُسْنٍ في الوجودِ حَبَاكِ