إذا متُّ حُبًّا
سآتيكِ بدرًا يُغني الليالي نشيدَ البيادِر ِ يومَ الحَصادْ
سَتغفو النجومُ على صوتِ نايي وَيصدَحُ طيريَ بعدَ البُعَادْ
سآتيكِ بدرًا يُضيءُ الرَّوابي يُناجي الذ ُّرَى والسَّما والنجومْ
سَأبعثُ َطلا ًّ يُندِّي السُّهولَ يُبَلِّلُ أغصانَ تلكَ الكرُومْ
سآتيكِ شمسًا مِنَ الفكر ِ تبقى ُتنِيرُ الدُّروبَ لشعبي الفتِيٍّ
يمينا ً سنُرجِعُ أمجادَ شعبي فعزمي وعزمُكِ دومًا قويّْ
أنا من تمرَّسَ في كلِّ خطبٍ أنا من َتمَطَّى مُتونَ الرِّياحْ
سأحضنُ طيفك ِ في كلِّ دربٍ وَأزرعُ صَوتكِ في كلِّ سَاحْ
إذا متُّ حُبًّا سيبقى ضَريحي مَزارًا لأحلى عَذارى البلادْ
سَينبتُ شعريَ في كلِّ أرض ٍ وَترتعُ خيليَ في كلِّ وَادْ
إذا متُّ حُبًّا فخَلِّي ضَريحي شِعارًا يُكلِّلُ هامَ الوَطنْ
سيكبرُ شعبيَ بينَ الخيام ِ وَيشمُخُ شعبيَ رُغمَ المِحَنْ
عَشِقتك ِ قبلَ انبثاق ِ الحياةِ َوقبلَ انبعاثِ الوَرَى والوُجودْ
عَشِقتكِ روحًا تطلُّ على الكون ِ، تسمُو … فَتصبُو جميعُ الوُرودْ
سَأجمعُ ريحي وغيمي وبرقي وأبعَثُ غيمًا يُندِّي الحقولْ
سآتيك ِ قبلَ اكتمال ِ الفصول ِ وَتخلقُ نفسيَ كلَّ الحُلولْ
لأجل ِ هواك ِ يطيبُ الفدَاءُ وَيحلو لأجل ِ بلادي الرَّدى
أنا مَنْ تغنَّى بطيبِ هَواهَا أنا مَنْ ترنَّمَ طولَ المَدَى
بلادي هَواكِ نشيدُ انبعاثي فحُبُّكِ َوقفٌ بلادي عَليّْ
أغني لأجلِكِ لحنَ الخُلودِ شبابي فدَاكِ وعُمري الطَّريٍّ
أغني الحَياة َ، وَجُرحي، وَحُزني فدربيَ شوكٌ وعزمي قويّْ
أغني ولو سَحقتني القيودُ وَراءَ جدار ِ الزَّمان ِ الشَّجِيّْ
أغني ولو أوْدَعُوني الضَّريحَ وَعانقَ جسمي التُّرابُ النَّديٍّ
بلادي هَواكِ سيبقى شراعي يسيرُ مع ِ الضِّفَّةِ النائِيَهْ
تمُرُّ السُّنونُ عليهِ ويبقى عَنيدًا على المَوجةِ العاتِيَهْ