أيها الظَّامي
أيها الظامــــــــيْ جمالا ولَمَى // قد شربنا واستقيـــنا مــن ظما
وتقلّبنا علــــــــــــــــى أعتــابها // ليت أنّا مـــــــا وضعــــــنا قدما
يا رجاءً جـاء يطـــــويْ خطْـــــوهُ // قـد تخيّـــرتَ طـــــــريقا مُظلما
ليتنا كنـــــــــــــا انتبهنـــــا قبله // دمعــةٌ سالت وقلــــــبٌ حُطِّما
****
يا جراحا غائــــــــــــراتٍ للأبد // يا بقايا الروح فـــي هذا الجَسَدْ
يا صدى صـــوتي على أطلاله // صلـــــــــوات ودمـــــــوع وكمدْ
يا لهيب الشمس يا طــول المدى // أين فـي الأقفار ظلٌ لم نَجِدْ
لـــــــــم نجد غير سرابٍ فانتبه // أيها المخــــدوع دنـيـا واستعِدْ
****
أي جبارٍ بعيني لـــــــــــــــم أره // والمنى قَيْدٌ وهـــا هيْ تنكِرُهْ
وحبيبٌ فــــــــــــــي أقاصينا لها // أطلق الدمـــــع ولا يستكبرُهْ
أتــــــــــــــــراها أضمرت شرا له // ويحهُ قلبـــــي أراها تُضمرُهْ
مُسْتَـــرَقٌ هـــــــــو أم مستعذِب // هـــــــذه الآلام فيمن يقهرُهْ
****
ليت شعري كيف عيني أبصرت// عبقــــــــريا صيَّر الحب قصيدا
ونشيـــــــــــــــــدا ربّمــا غنّيتهُ // ليت شعـري ما تغنّيت نشيدا
ونثارا مـــــــــــــــــن ثنايا فَمِهِ // كُنّ وعدا أم تـــــرى كُنّ وعيدا
هذه الدنيا أرتنـــــــــي عجـــبا // أيّها السَّائــــرُ قد سرت بعيدا
****
هذه الدنـا …أكــانت طلـبـــا ؟ // فتنةً للنفسِ… أم مُطّـــــــرَبَا؟
هي أقدامي عليها قد مضى // يا رعـــــــــــى الله له مُنْقَلَبَا
أيها الجبار لـــــــي جـــــارحة // تصطلــي دونك ذاك الحطبا
قد ذكت ناري ودوّت صرختـي // ليس يــدري من أهاجَ اللهبا
****
ياحبيبا طالما ناجيتُهُ. في سنا الآصالِ……. والصُّبْـــحِ الصَّبُوحْ
ونديما طالما ناغيتُهُ.. مَن أَغَصّ العَيْشَ….. في الكونِ الفسيحْ؟
يا لها الدّنيا.. التي كُنَّا بها… حين أن كنّا بها…… نَغـــــدُو نروحْ
أيها الجبّار في هذا الفضا… تقْرعُ الوجدانَ بالصَّمْتِ الجَمُـــوحْ؟
****
لستَُ في الدنيا لأحياها سدى // قد أذاق القلب ما لا يرغبُهْ
هــــــــــي أيـــــامٌ تـــوارت وأنا // أستميح العذر أو أسْتعْتبُهْ
رهن أحـــــــــــــلام لديها ورؤى // ووجيب مــــــن بعيد أرقبُهْ
ابكـــه قلبـــــــــي وقد ضنّت به // أي خيـرٍ مـن ضنين تطلبُهْ
****
عد إليها لست أشكـــــو ألما // عـــد وسلها كيـف قلبٌ ظُلِما
شاعــرٌ كان يُمَنِّـــــــــي قلما // كيف هـــيْ قــد قصفتهُ قلما
فــــي قوافيه وفــي أبحـــرهِ // هـذه الأشعـــار صـارت عدما
فإذا الليل نعيـــــــــــمٌ ذهــــبا // وإذا الصبـــــــح عــذابٌ قدما
****
سائلي عنـي أكاذيب المنى// والـــــــذي صار حطاما سائليهْ
ما ترفّقْتِ بقلبـــــــــــــي أبدا // ذلك الحب عــذابٌ عشت فيهْ
اسمعي الصرخة من مُصطرخٍ // ربما قلبك يــــــوما يصطليهْ
أيها الضـــــــــــارع فـي معبدهِ // تنشد الصفح لمن لا يرتجيهْ