“أنا والبحر”
كيف أبحر والموج عات، والضباب كثيف.
العاصفة هوجاء وقاربي صغير لا يحتمل.
لا، أنا سأبحر رغم المواجع، فأرضي قاحلة، وناسي ركنوني في زاوية كهف مظلم، واستأثروا لأنفسهم بكل المنابع.
تُرى هل أبحر فعلا وأنا بهذه الحال، أم أحرق الأخضر واليابس، وأموت في تربتي، يغلفني الرماد، ثم تُذريني الرياح هباء منثورا.
لا، بل سأشحذ أظافر من نحاس، أنبش بها أرضي الجدباء حتى أُفَجر ينبوعا رقراقا، يحولها إلى جنة، أتنعم فيها بزقزقة العصافير، وخرير المياه.