أمسية حريرة وحظر فايسبوكي في بروكسل – أحمد حضراوي

0
1295
إحدى الجمعيات هنا ببلجيكا، نعم وبقلب عاصمتها بروكسل التي تلاقت فيها معظم ثقافات العالم بعثت إلي دعوة لحضور إحدى فعالياتها، قرأت متن الدعوة فوجدت العنوان المزمع إقامتها فيه هو دار الثقافات المغربية الفلامانكية دارنا، سابقا -في عنوانها السابق- كانت داركم، ومن يدري لعلها تصبح دار أحد المسؤولين عن الجالية هناك خلف مكتب طويل عريض بالرباط أو الدار البيضاء أو دوارا له، أو عزبة أحد مرتزقة الثقافة هنا ومعنى الثقافة لديه البهرجة والفولكلور واللعب على كل حبال الهوية المغربية بشكل سافر فاضح لوطنيته وجهله.
الموووووهييييم، موضوع الدعوة الذي كتب بالبنط العريض هو : Soirée Harira.
تأملت العنوان بكثير من الفحص فعادت بي ذاكرتي المهاجرة إلى سنوات انقضت، اختصر فيها الفعل الثقافي العياشي لبعض الأصناف البشرية ببلجيكا في سهرة كسكس، وسهرة شاي بالنعناع، وسهرة قفطان مغربي وجلابة مغربية، بل وحمام مغربي وووو، لكن أن تتطور تنظيرات السوائل إلى الحريرة المغربية فهو ورب المؤسسات المغربية الداعمة فقط لمثل هذه التفاهات للحداثة بعينها التي أحدثها مثقفو المهجر (ولا أريد الخوض في أمر هذه المؤسسات التي يمكن أن تكون أي شيء إلا مؤسسات، فالقائمون عليها ليسوا هم أولئك الموظفين المعينين بظهائر ملكية لخدمة تطلعات الجالية وإنما ما ملكت أيمانهم في أرض العرب والعجم، والنطف التي أصبحت مبدعة بدورها بغير وجه إبداع، تسخر لها أموال الشعب وخاصة الجالية لإبراز مواهبها الهزيلة في كل المحافل العالمية).
ولهي الأصالة والمعاصرة بحذافيرها التي تغافل عن نشرها الجيل الأول من المهاجرين المغاربة الذين لم ينشروا ببساطتهم غير ثقافة الشاي والكسكس، ضاربين بعرض الحائط سهوا أو عمدا وإقصاء الموروث الشعبي المغربي المتمثل في الحريرة.
المووووووهيييييم، استقبلت الدعوة أيما استقبال، وقبلت الورقة بطنا وظهرا، غير أن سؤالا علق بذهني وأبى إلا أن أطرحه على صاحبة القوام الرشيق والصدر النافر والخد المليح والوجه الصبوح، أستغفر الله العظيم، أقصد صاحبة الدعوة، وهو: هل ستكون الحريرة بحمص أم بغير حمص؟
حتى كتابة هذه السطور لم أفهم بعد لماذا حظرتني على الفايسبوك؟
وما كان سؤالي إلا من خوفي على هشاشة أسناني، ومن خوفي من اتهامي بالإقصاء إن لم يكن العدس والشوربة من لوازم تلك الغورفية التي حسبت علي في ملف الدعم، والمدعومة مرة أخرى من جيبي قبل الدخول إلى مقر الدعوة!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here