“أفكار سلبية في التربية” :
…
من مدة زمنية ليست بالوجيزة انتعش عندي رأي، وهذا الرأي نابع من اعتراضي على بعض تصرفات تصدر منا نحن الكبار تجاه الصغار، لقد كان الكثيرون يضربون أبناءهم بسبب وبدون سبب، وأحياناً كثيرة يكون الضرب مبرحا، فماذا كانت النتيجة؟
لقد أدى ذلك العنف إلى نشوء أطفال معقدين نفسيا، أو منحرفين.
ثم أدى ذلك إلى منع المسلم في بعض البلاد من حقه في تأديب أبنائه، وهذه هي نتيجة التمادي في ضرب الطفل وظلمه.
الضرب في شرع الله مفسدة، ولا يلجأ إليه إلا منعا لحدوث مفسدة ٱكبر منها. فالضرب مفسدة، وترك الصلاة مفسدة، ولكن مفسدة ترك الصلاة أعظم من مفسدة الضرب، فيلجأ إلى المفسدة الصغرى وهي الضرب لمنع حدوث المفسدة الكبرى وهي ترك الصلاة.
فالضرب مفسدة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يضرب، ولذلك فسر العلماء ما ورد في القرآن من ضرب النساء بالضرب بالسواك أو بالمنديل، ولك أن تتصور مقدار الرفق الحاصل بالضرب بالسواك.
بمعنى أن هذا الضرب لا يؤلم ولا يحدث إصابات ولا يؤثر في الجسم.
وضرب النساء أو ضرب الأطفال يجب أن يكون حالة نادرة، لأن النشوز لا يحصل من المرأة إلا نادراً، ويكون هناك حلول أخرى قبله، وهي الوعظ والهجر في الفراش، وكثير من النساء يصلحن بالوعظ فلا يحتاج الزوج إلى هجرها، فكيف بالضرب؟
وكذلك الأطفال من السابعة إلى العاشرة، فتجد الأب ينصح ابنه ويحببه بالصلاة، فيحب الأطفال الصلاة إلا حالات شاذة تحتاج إلى تصرف يشعرها بأهمية الصلاة، فيضرب الأب ابنه برفق ليحدث صحوة عند هذا الابن.
أعود لأقول إن الضرب أصبح عند الكثيرين عادة، بل إنهم يوجبون الضرب المبرح وإن سبب آلاما وعقدا نفسية وانحرافا، وكذلك الحال مع المدرس، الذي أصبح ينهال على الطالب ضربا وسبا مهينا أدى إلى تمرد الطالب على أستاذه، وإلى أن تمنع وزارات التربية والتعليم الضرب مهما كان السبب، كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.. وقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم لنتبعه لا لنعرض عن أوامره وهديه وأخلاقه.
لقد أتت حالات إلى المستشفيات تعاني من ضربات وحشية تسبب بها والد غاضب، وقد أتت كذلك حالات تسبب بها زوج مستهتر، مما يؤكد أن مستقبل البشرية المتوج بالكرامة الإنسانية والعدل والرحمة، مرهون بالتمسك بدين الإسلام العظيم وتعاليمه السمحة.