“أصِيبُ الْعدَمَ قبْلَ أنْ يُصِيبَنِي” :
قَدَرِي أنْ أورِدَ الرّمْلَ
إلى وجْهِ البحْرِ،
و لا أنالُ حِصّتِي،
إلّا من مَغارِفِ الْموْجِ.
أسْرِقُ الرّغْوَةَ بعْد الرّغْوة.
أُمَنِّي انْكِسارَ الْماءِ
بِأسْطورَةٍ جدِيدَة …
لا تَحْكُمُها الْآلِهَةُ
ولا يمشَطُ طرِيقَها
بَطلٌ خُرافِيٌّ …
تنتَظِرُهُ ناقِضَةُ الْغَزْلِ
عَلى مِقْصَلَة الْقَوسِ الْعَنِيد.
هَا أنَا ثَانِياً …
أتْعبُ ولا أُبالِي،
إنْ كانَ الْبحْرُ سُؤالاً أسْودَ…
أم كانَ فتْحاً لِمعارِكِ الشّكّ
والْيَقِين.
و لا أُبالِي إنْ تَشَقّقَ الْماءُ،
وأصابَ جُرْحِي
بِمِلْحِ الْمَوْجَةِ السّابِعَة.
أمُرُّ عَلى شَجَرِ التّكْرارِ
يتكَسّرُ على صَخْرٍ
يُقِيمُ فِي عُزْلَةِ الضّوءِ والظّلام.
يُرْسِلُنِي حَرِيقاً،
يأكُلُ احْتِراقَهُ.
ويلْعنُ النّارَ الّتِي
لمْ تَرْفعْ شِعارَ الْحتْفِ
قبْلَ خُرُوجِ الرّوح…
تأكّدي يا سيّدةَ الْاِشْتعالِ
أنّني أرْفُضُ شَفَقَة اللّهِيبِ
مادامَ الْقَنْصُ الرّخِيصُ،
لا يُصِيبُ إلّا بعْضَ الْجسَد.
وأنا الْبَعْضُ الْآخَرُ،
أشْتَهِي امْتِطاءَ المعنى،
حِينَ الْمعْنى يَكونُ.
وحِينَ الْكونُ يُرَتِّبُنِي
صَغِيراً فِي نباتاتِ الدّم.
كَبِيراً…
لا أكْتَرِثُ لصَخَبِ الرّجْمِ…
أصِيبُ الْعدَمَ،
قبْلَ أنْ يُصِيبَنِي …
وأرْسِلُ إلى آلِهَةِ النّهاياتِ
قَرارَ رَفْضِي لِلْوداعاتِ…
فأنا كائِنٌ مشْرُوخٌ
حتّى النّخاعِ.
ولا غَدَ لِي… إلا ما أرْسُمُهُ
بِيَقِينِي الْأعْزلِ…
وعُزْلَتِي الرّمادِية.
هَا أنَا … أولَدُ منْ جدِيد
بجناحٍ واحِدٍ…
أحْمَر الْخوافِي،
أخْضَر التّحْلِيقِ…
وسَمائِي…
شَطّبَتْ مَطَرَها الْبَخِيل،
ثمّ آثَرَتْ مَوْتِي،
تحْتَ جذُوعِ النّخِيل…