أصدقاؤك هم الحياة __ زيد الطهراوي 

0
91

 

لا أريد أن أثقل عليك ولكن أصدقاءك هم المعاني التي تساند معانيك مثل البنايات يساندها الأساس، وهي أي المباني أيضاً تساند الأساس، فأنت وأصدقاؤك كالشموع التي تضيء للناس ولا تستطيع أن تميز من فيكم الشموع ومن فيكم الناس.

أنت تعيش مع أصدقائك، ولكنك لا تكترث بهم، لا تسأل عنهم إذا غابوا، ولا تصافحهم بحرارة إذا حضروا، فأنت موجود معهم ولكنك غريب عنهم، ومشكلة الناس أنهم إذا وجدوا شخصاً مثلك فإنهم ينفرون منه، وإذا تواضعوا وأحبوا أن يخرجوه من غربته فإنهم يستخدمون أعنف الأساليب وأقساها، ويستخرجون أقبح السلوكيات من أعماقهم كالسخرية والتنمر، وكله يفعلونه وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

فإذا كان الناس لا يحتملون من يقف بصمت أمام تحركاتهم وانفعالاتهم، وينفرون منه أو يقسون عليه فلتبادر أنت لإزاحة الستار عن نفسك، وابدأ بهم واحداً واحداً تسأل عن أخبارهم

بلا تطفل، وتودعهم بلا تضييق عليهم، وتستقبلهم استقبالاً يليق بك وبهم، وعندها فقط ستراهم ينفضون الغبار عن علاقتك بهم، فتظهر ناصعة كالشمس بلا حذر ولا تخوف ولا إعراض أو نفور أو اعتداء.

الأصدقاء هم أغصان تتلاقى فتطمئن لتسير في الحياة الطبيعية التي لا غنىً عنها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here