تسببت أزمة تفشي فيروس كورونا في إغلاق نوادي البغاء بإسبانيا، مما دفع بعاملات الجنس من مختلف الجنسيات، من ضمنهم مغربيات، إلى البحث عن زبائن مفترضين في الشوارع والطرقات من أجل تسديد فواتير إيجار سكنهن الشهري، ودفع مستحقات الكهرباء والغاز وكذا الهاتف والماء وباقي الضروريات.
وفي مدخل بلدة “سان أنتوني” بإسبانيا، قامت النساء اللواتي يمتهن الدعارة بتكييف جداولهن الزمنية مع التدابير اﻻﺣﺘﺮازﻳﺔ اﻟتي اتخذتها السلطات ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺠﻨﺐ اﻧﺘﻘﺎل عدوى فيروس”كورونا”، ويعملن الآن من الساعة التاسعة صباحا حتى السابعة مساءً.
صحيفة “Ultimahora” الإسبانية، نشرت يوم أمس (الأحد) تقريرا يتضمن تصريحات صادمة لعاملات الجنس، وسلطت الضوء على ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية في ظل جائحة “كورونا” والآثار المترتبة عنها التي لم تستثن بلدا في العالم.
وكشف المصدر ذاته، أنه يتم الآن تقديم الخدمات الجنسية الكاملة مقابل 15 يورو فقط (150 درهم)، حيث أن الأزمة تتغذى على هذا القطاع الهش، فالمرأة التي اندمجت في سوق العمل يتعين عليها الآن العودة إلى الشوارع لدفع أقساط الإيجار، وهناك تخوف كبير لدرجة أن العاملات بالكاد يحصلن خلال الأسبوع على مائة يورو بدوام 12 ساعة في اليوم.
واستجوبت الصحيفة بعض ممارسات “أقدم مهنة في العالم”، وهم ليلى من المغرب، وماريا، وسالوت أو غييرمينا، ضمن أشخاص آخرين من كولومبيا ورومانيا، وأيضا مايوركا،حيث يتركزون في شوارع فيريريا وجيستيسا، حيث لا وجود لزبائن محتملين في الصباح، وتقر النساء اللاتي يمارسن الدعارة أنهن يتلقين الطعام بفضل مساعدة الصليب الأحمر ومن أطباء العالم، أو بعض الجمعيات.
تقول ليلى وهي من المغرب: “منذ الجمعة لم يأت أي زبون.. وقبل أن تحل الجائحة، عملت كمساعدة مطبخ “قبل أن تردف “إنها المرة الأولى التي أخرج فيها إلى الشارع ولا تعرف أسرتي بذلك، وعليّ أن أرسل نقودا إلى أمي وإخوتي فنحن فقراء”.
ودفع الفقر أيضا بـ”ماريا” أيضا إلى العودة إلى بورتا دي سانت أنتوني من أجل ممارسة الدعارة، وهي التي تمكنت في سن 53 عاما من كسب قوت يومها من تنظيف المنازل حتى وصول جائحة “كورونا”.
وأوضحت ماريا بحزن، “كان علينا العودة إلى الشارع”، وإلى جانبها، تركت مواطنتها فيلهلمينا وراءها أيضا ماضيا كمنظفة وحتى كصاحبة متجر، مشددة على أن الفتيات العاملات هنا لم تسجل عليهن أية حالة إصابة بفيروس كورونا”، بالإضافة إلى الواقي الذكري، يقومن الآن بتنفيذ جل الخدمات بقناع واقي، وهو أيضا إلزامي للزبائن الباحثين عن الملذات، تردف ماريا.
سالوت من منطقة مالوركان، التي فضلت عدم كشف هويتها، أو حتى حذاءها خوفا من التعرف عليها، “أقدم خدماتي للزبائن مقابل 30 يورو، وأدفع سبعة يورو من أجل استئجار إحدى الغرف المفروشة (التي يتم تأجيرها بالدقيقة) لمدة 20 دقيقة”.
وقالت الصحيفة ذاتها، نقلا عن جاومي بيريلو، وهو مساعد اجتماعي في مؤسسة “كاسال”، “نحن نعلم أن هناك من ترك الدعارة واضطر إلى العودة إلى الشارع، لكن الجائحة أجبرتهم على ممارسة من جديد في الشارع، أو الذهاب إلى منزل الزبون، وأحيانا، يستنكر بيريلو من أن “الزبون يستفيد من احتياجات المرأة ويطلب تخفيض الأسعار مقابل ذلك”.
وأوضح المسؤول ذاته، أن بعض العاملات في مهنة الدعارة يضطرن إلى إرسال الأموال إلى أرض الوطن والعيش هنا، كل هذا يجبرهن على قبول أي ثمن”، أو كما يقول بيريلو ، الذي يحذر من ظاهرة العنف ضد النساء البغايا، ومن الغطرسة والاستعلاء والعدوانية النفسية والجسدية.
بدورها قالت ماغدالينا، وهي منسقة مؤسسة “كاسال” إنه خلال هذه الأشهر “استقبلنا المزيد من النساء اللواتي لم يمارسن البغاء من قبل، أغلبهن في حالة من الضعف الشديد ويطلبن المساعدة من أجل الغذاء والسكن، كما يردن تغيير حياتهن، لكن لا توجد عروض عمل”.
وفي سياق متصل، كشفت ماريا دوران ، رئيسة جمعية نسائية، “أن 78 في المائة من النساء اللواتي يمارسن الدعارة يفعلن ذلك بدافع الضرورة، وسنبدأ هذا العام مع الحكومة في مشروع لإلغاء عقوبة السجن لإنقاذ ما يصل إلى 150 امرأة من هذه الممارسة”.
وتستنكر دوران أنه “في الشبكات الاجتماعية وتحديداً على منصة “إنستغرام”، لاحظنا أن هناك طلبا متزايدا على المراهقات من أجل الدعارة أو الاستغلال الجنسي، ونحن ندرك أنه في مناطق معينة من جزر البليار توجد متطوعات من المراهقات. وفي بلدة آي بي دونا نعمل على منع استغلالهن”.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن المؤثربن انتقلوا من جميع أنحاء البلاد إلى منصة “Only Fans”، حيث يرسلون مواد إباحية لمشتركيهم مقابل اشتراك شهري. وحذرت كاتي باغور من هيئة الصليب الأحمر من”خطورة هذا النوع الجديد من الاستغلال الجنسي، والذي يعتبر طريقة بديلة لشبكة الدعارة”.
المصدر: موقع بناصا