“أريج من رياض الأبجدية” :
عدد لسبحك سبحة من أحرفِِ
حرَك حراك عضاك قبل سبات
ذا حرف منك الشر فيه سجية
ذا منك فيه من عرى الحسنات
مسعاك سعيك ساعة لسويعة
ترسو لمرساها رحى الساعات
واغنم من الدنيا سواها تهتد
سبلا تبيحك سائر الحاجات
ماذا عساك مؤملاً ترجو غنىً
وغناك موصول على الشهوات
وكبكرة للخيط إنْ تلقى بها
حلّت طواها كارتجال حفاة
فالمحتمى بخيوطها ذا موشك
أَوَ ما علمت لذى الهوى زلات
فالنفس تأمرنا بحاء الذات
والضاد ينهانا عن اللذات
والعين خي ما حلت حلوائها
فالميم حتما ما تباعد آت
بذي فالباءُ عمر يا أخا وهم
ها أنت تُرْسَلُ هل علمت بآت
قاف فقيد للجماح وللهوى
وبذاك تعلو يا فلا هفوات
والسين سبلاً للهدى جعلت سناً
لشعائر تعلو على الهامات
والنون نور الوجه ذاك متيمي
هذا لعمري منتهى الغايات
والغين غيب قد بدى لمخيّر
ومسيّر فاصحوا بلا غفوات
وانأى بنفسك أنْ تروم بغلّها
للغل فعل النار في اليبسات
والراء ركن إنْ خلوت بساحه
تغنم أريجاً طيب النسمات
والطاء طيب قد سمت لمحبه
فمن الحبيب حظوة وسمات
والفاء فيض محبة وتواصل
بمحنَّة غداّقة الرحمات
والجيم جمعٌ للمحاسن كلها
يحويه صدق صافي البسمات
والظاء ظلٌ فاستحّل نعيمه
واترك ظنون السوء من حُرمات
والشين شأن الله حباً بينهم
ثم الحبيب أزاهر المشكاة
والكاف كف يا أُخّي للأذى
يكفيك ما ضيعت من أوقات
والخاء خيرك لا تمُنَّ بفعله
إنّ الأذى في المن بالخيرات
والتاء تمت للمشيئة حفظها
كل الذي في الكون من أشتات
والدال دانِِ فوق رأسك مُشتهاً
فاحذر شغوف النفس بالشهوات
والزاي زهر للرُبات يقينه
بالله صلني في بديع صلاة
والذال ذق بمحبة وتدله
لتقرب ينأى عن الهفوات
والواو وصل واجتباء معزَّة
وتفضُّل من منحه وهبات
والثاء ثني ثم فرد صحيفة
مسطورة محفوظة الصفحات
بالمسك فاختم أحرف الأنوار
دلّت إليها سائر الخبئات
فالهمز أحصى قبل قبل موطناً
للخلق في الأولى وفي الأوبات
واللام لُذ يا محتفى بجماله
من فضله تقتات للميقات
والهاء هلّت سرمداً أنواره
نور على نور بلا ظلمات
والصاد صِل بالحب كل طبيعة
واقطع سبيل البعد بالصلوات
وعلى حبيب الله فينا محمد
هو تاجنا في الخلق من سادات
وعلى بشائر للورى من صحبة
ثم كذلك زهرة الروضات
للحسن كانا زاهرين وزينب
من زهرة فُطمت على الخيرات
وكذا علي فوق كل متابع
يحظى بباب العلم والثروات
هيا رفاقي للبكور تهيأوا
هيا اصحبوني عاودوا الكرّات