سئمت الحياة مع بعض
أصناف البشر
حلمت بعش فوق الشجر
في أعلى قمة جبل
مثل النسر يتطلع للقمر
أطل منه على السفح
و الوديان و الجداول
و الغابات و الخمائل والزهر
أتملى اللون الأخضر
المزركش بألوان الطيف
المعطر بعبق الورود البرية
حيث العنادل تغرد الحانا شجية
أسمعها بآذان القلب والروح
كأنها موسيقى دافئة رومانسية
تسري الحياة في شرياني
تحطم كل المآسي والأحزان
التي ما تزال أطلالها لحد الآن
شاهدة على المعاناة
وضياع أحلامي
في الأيام الخوالي
تحدوني لرص الحروف
و الكلمات على رقعة بيضاء
مفعمة بالنقاء
تنضح رواء و بهاء
تغسل ما بي من أشجان رمادية
و تمحو آثار أخاديد ظلت
محفورة في الوجدان والحشا
لسنوات عديدة ماضية
تمكنني من النسيان
فأتخطى الأسوار العالية
وأخرج من الدوامة اللامتناهية
وأرتقي إلى الأعلى
حيث تغمرني النجوم
بأنوارها السنية
أعانق بدر التمام
أحضن الشمس
ألتحف بأشعتها الحانية
تتغير حياتي
يحلو طعم الماء في فمي
و تورق أشجار عمري
مرة ثانية
أعيش في هناء
و غبطة متناهية
فيما يأتي من أيامي الباقية….