معارضة نثرية لقصيدة “لو أُعطى السلطة في وطني” للشاعر نزار قباني :
لا تتخذوني عدوّاً لكم فأنا لست شريراً كما يصفني البعض
وكذلك لست ضعيفاً لا يدافع عن حقه في الكلام
صدقوني أيها المتنافسون على مراقبتي أنا لا أريد أن أحكم العالم فإن ذلك مسؤولية كبيرة لا أستطيع تحمل نتائجها
فكم من فقير سيلاحقني لأدفع أشباح الجوع والحاجة عنه
وكم من ضعيف سيفرض علي أن أحطم قوة من يستضعفه
وكم من طفل سيطالبني بحقه في اللعب بحرية وأمان
إنني إنسان هادئ أريد أن أعيش حياتي بدون أن أظلم عصفوراً أو شجرة أو إنسان
وإذا تيسر لي في المستقبل أن أجبروني إجباراً على أن أحكم العالم فلن أكون ذلك الصغير اللطيف الذي تحول إلى مارد سفاح بل سأسعى جاهداً لإسعاد هذا العالم الذي يدور حول نفسه وكل ما سأفعله هو أنني سأحارب الاحتكار والغش وأكل أموال الناس بالباطل أنا لست رأسماليّاً كما أنني لست شيوعيّاً و لكنني أحترم حقوق الناس وتعبهم ولذلك سأعطي العمال أجورهم وافية وإن غضب مني التجار الجشعون
وسأنصف المرأة والطفل والمسنين لأنهم ضعفاء ولأن هناك خصلة سيئة عند الكثيرين وهي أن القوي يُحترم أما الضعيف فيُهان
ولذلك سوف يحاربني الإداريون الفاسدون والتجار الجشعون وأكثر حرب سأتعرض لها ستكون حين أمنع تجار المخدرات من التجول في الساحات للبيع والشراء
إن المدينة ممتلئة بالغشاشين والحاسدين والحاقدين والظالمين والمرابين والحشاشين وحين أحكم العالم سأخيرهم بين التوبة أو النفي إلى أبعد مغارات في العالم