لا تحزن
مهما ٱسودَّتِ اللَّيالي
أنارتها الأقمار
الليل
مهما طال.. تعقَّبه النهار
الأرض
مهما جفَّت.. روتها الأمطار
الطّير
مهما غاب.. ثم عاد
ٱستقبلته الأوكار
وكُلُّ دموع السماء
تحضنها الوديان والأنهار
فلا تيأس
في الطبيعة.. ٱصفرار
وٱخضرار
زينة النبات للتربة
لا تجعل الصخور.. تغار
وألذ ما يرميه النخل
التِّمار
***
ما تراه من رماد
ولدته.. قبل موتها النار
الحروب
مهما هدَّمت.. تلاها الإعمار
ألا ترى أنَّ الحديد
يطوِّعه الإنصهار
وكلما حضر الهدوء
ركع له الإعصار
حتّى ظلمة الكهوف
تمحوها الأنوار
***
الفرَجُ . لا محالة آتٍ
مهما ٱسبتدَّت الأوزار
المسافات.. ولو طالت
تختصرها الأمتار
هل من خلاف
لا يتلاشى، إن عانقه
الحوار؟
فكلما ٱرتاحت النفوس
تبخّر للتَّو، الإنكسار
وكلّ آلة أطربت.. بنغماتٍ
عزفتها.. بعد صممها
الأوتار
***
فٱعشق.. إنَّ أحلى ما في العشق
صبابتُه والنار
كُلَّما عذَّب القلب
صار له في الوريد أنصار
اللقاء يكون أحلى
إن سبقه الإنتظار
والصدق في الحب
للقلب حصن وأسوار
ليس أكرم من المتيم
فأجمل ما في الحب
الإيثار
كيف لا يزدان الفؤاد
بالهيام
وكيف لا تنتشي
بالوصال الأعمار..