أبدية الوصال – جليلة مفتوح

0
1230

يقول ما لقدري بين شفتيك
ينسيني رخص ماضي القتال
اجهري عشقا عساني غرة
أستقيل من رعي الظلال
أبوح لحضنك بكل الأسرار
أطوف درويش عشق
بين الموج وأعالي الجبال
أسكنيني بين أضلعك لأسن
بلهيبك سيوفي وخناجري
أراكم قتلى عشاقك كالتلال
حاصريني بأسوار غيرتك
بشوك الشكوك وسوء الظن
امنعيني غصبا من التجوال
لفي طوقا من ذهب امتلاك
بالعنق وكبليني بقيود عينيك
جريني لشراشفك بسلسال
اعصريني لآخر مقاومتي
اسكبي غضبي في جلدك
واشربيني إكسيرا للخيال
دعيني أبدع في لمسك
أخترع فنون حرب ساحاتك
ألامس منتصرا ضفاف الكمال
أركع مقبلا قدميك بعد معاركي
أعاود الكر والفر وأزينهما
كل مرة بعد القبل بخلخال
ارسمي فوق جبينك قدري
اختصريني في لمعة خديك
حبة ورد بوزن المثقال
اسنديني فعلى خرائب عمر
فوق شطوط الخيبة والخذلان
أترنح متعبا من الترحال
أقف على حافة هوة الضجر
أشكو انعدام حظ وبعصبية
أشدو بمعلقات الأطلال
لا تعشقي غيري تهربا
فقد يعلن السم لو داعبته
في صدري الإقامة باحتلال
لا تعودي إلى من مللته غيظا
إلى من هجرته غرورا أو من
أودعته رفوفا على الشمال
أحج إلى قلاعك أشلاء
أدعو سماءك لتمطرني
سلاما يبهر بأبدية الوصال
فهل تدخلين أنفاسي مرة
لأستعبدك باستعبادي 
تنزعين ما زرعته من خبال
أحيك لياليك بجمري
أهديك جنان الخلد وأدسك
في أوردتي بصبر الجمال
أحميك من شياطين الإنس
أتلو عليك سورا وآيات 
أعقد شعرك تمائم كالجهال
راهني علي مغامرة فناسكا
عشت بين النساء حطاما
 لم أبلغ أبدا مدارك الرجال..

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here