“آيُ الصفوِ” :
حرّفَ آي الصفوِ تكديرُ
وروّعتْ بالي الأعاصيرُ
نرجو وكم في الأرضِّ من طامحٍ
يرجو بما تأبى المقاديرُ
والناسُ ذا راضٍ وذا ساخط
وإنّ من يرضى لمسرورُ
في وجههِ بشرٌ وفي فعلهِ
برٌّ وفي أقوالِهِ نورُ
والكلُّ يرجو الأمنَ يوم الوغى
والكلّ في السلمِ مغاويرُ
والكلُّ منسوبٌ إلى فعلِهِ
وليسَ يُغني الفخرُ والزورُ
كم نتّقي الشرَّ ونمشي لهُ
وهماً وكمْ بالحالِ مغرورُ
تُحسنُ نظمَ الشرِّ أخلاقُنا
والخيرُ منثورٌ ومكسورُ
كم مذنبٍ يحصي ذنوبَ الورى
وذنبُهُ المكتوبُ مستورُ
ولا يضرُّ القدحُ في ماجدٍ
فما يضرُّ الشمسَ تحقيرُ
لا يحرم الله نؤوماً ولا
بالجدّ رزق الناس موفورُ
يُنيلُ من يسعى ومن لم يكن
وما عطاءُ الله محظورُ
لا يعرفُ الفضلَ سوى عالمٍ
وينكرُ الفضلَ العواويرُ
الحرُّ يأتي دونما طالبٍ
والعبدُ يأتي وهْوَ مجبورُ
والمالُ محبوبٌ لهُ سطوةٌ
ويلٌ لمن تجفو الدنانيرُ
والجودُ ما أهلكَ أصحابَهُ
والحرصُ عند الناسِ مشهورُ
والإفكّ قد حجّوا لهُ كعبة
والحقُّ مهجورٌ ومبتورُ
والعسرُ واليسرُ كما توأمٍ
سارا وما بينهما سورُ
فكلّ يومٍ نحنُ في حالةٍ
ولم يدمْ نورٌ وديجورُ
والعيشُ والموتُ لهُ ساعةٌ
ونحنُ مولودٌ ومقبورُ
قولا لمنْ يجهلُ ما قلتُهُ
غدا ستأتيكَ الأخابيرُ