لقد سبق أن حذرنا وأشرنا إلى ذلك استباقا منذ ثمانينات القرن الماضي في بحثنا حول الشباب الحضري والإيديولوجيات المعاصرة، والتي تزامن مع تشجيع الدولة للنشاط الرياضي ودعم جمعياته وعصبه تنظيما وماليا نسبيا، في مقابل إهمال شبه تام للنشاط الثقافي لدى جمعيات الشباب بغياب التحفيز وقلة الدعم الإداري والمالي، مع تهميش لدور الشباب على قلتها وعدم تنميتها. وهي فترة شهدت الساحة التعليمية عددا من الإصلاحات ذات البعد الإداري الرقابي لمؤسسات التربية والتعليم، وإثقال كاهل التلاميذ بمقررات في سباق يفوق طاقة الزمان والمكان، وإلزام المعلمين والأساتذة بالمقررات الرسمية دون اجتهاد، مما أفقدهم قيمة السلطة المعرفية داخل القسم. كما شهدت الساحة الجامعية إصلاحات إدارية وتضييقا على تخصصات الفلسفة وعلم الاجتماع والنفس . وكذلك أشرنا إلى متغيرات التنمية في بحثنا حول التنمية بين الحوافز والمعوقات/ نموذج الحي المحمدي عين السبع بالدار البيضاء. وأيضا في عدد من مقالاتنا الصحفية بجريدة العلم الغراء وجريدة صوت الطالب، ارتباطا بالشباب وظروف الهجرة الداخلية والخارجية والسكن غير اللائق، وعوائق النشأة الاجتماعية وتخلف التنمية ومطبات الفراغ الإيديولوجي والثقافي، من خلال تساؤل مركزي يتعلق بأي مجتمع نريده خلال الثلاثين سنة القادمة؟! أي المجتمع الذي نعانيه حاليا..