Home Slider site مفاهيم فكرية في الدورة 44 من المقهى الأدبي الأوروعربي – فكري بوشوعو
كان في اختيار موضوع الدورة ٤٤ للمقهى الادبي الاوروعربي اختبار لمجموعة من المفاهيم ، نظرا للجدال الذي لحقها داخل اوساط ومجالات عديدة ونظرا للاختلاف في منهجية طرحها وفي الاسس المعتمدة لتبليغ معناها ، وبتحديد نمطية الجدل لهذه المفاهيم كان مفهوم العنف منطلقا لسلسلة متصلة قيل فيها الشيء الكثير من اجل التصحيح والتوضيح والتفسير في ظل مقارنة مفاهيمية وقراءة تحليلية للعنف كمفهوم بين المفهوم القرآني والمفهوم الغربي .
ما يحمله الموضوع المتناول من اهمية ، كان لابد من احاطته بوعاء فكري وثقافي ليكون امتدادا واستمرارا في تقييم المجهود وتجسيد القيمة المضافة للفكر الادبي ، فكان للمقهى الادبي الاورو عربي ببروكسيل شرف استضافة مجموعة من المثقفين والأدباء والشعراء والفنانين لاغناء موضوع دورة ٤٤ ، واعطاء للمقهى الادبي قيمة مضافة تطل على معالجات اكاديمية ودراسات ونظريات علمية قائمة على البحث والحقل المعرفي ، هذه الإحاطة التي بلورها بكل تفان وتقدير كل من مقدم الدورة الاستاذ محمد كنوف الذي عبر عن امتنانه في تقديم الكلمة كقيمة وكحياة تحيي صاحبها رغم العراقيل ، باعتبار مبدعها حسب قوله كالفلاح الذي يستخرج من الارض ما يعطي للحياة معنى ودينامية ، فيما كان الدكتور محمد بحسي في محاظرته دقيقا بتقديمها كقراءة في مفهوم القوة ، العنف ،والارهاب محافظا على الامانة الفكرية في تحديد التعريفات الخاصة بكل مفهوم مستندا الى ايات قرانية ، بحبث وقف عند مصطلح الترهيب في احدى الايات القرانية حتى يزيل الباطل الذي الحقته به مجموعة من الدراسات الغربية وتسويقه اعلامية على اساس منطقها ، واكد الدكتور المحاضر ان المفهوم يدخل ضمن معنى ردعي لتجنب العنف والحرب وخلق بيئة سليمة يسودها السلام مستدلا بوقائع حديثة تقوم على الجانب الردعي واكتفى بذكر مقولة شهيرة : ” ان تريد السلام فتسلح من اجل الحرب ” .
كان لمحور التداخل السياسي والثقافي والفقهي في مداخلات اللقاء قيمة لاغناءه رغم الاختلاف في منهجية تناول المفاهيم المطروحة ، الا ان حمولة مفهوم الارهاب واليات تسويقه علميا واكاديميا واعلاميا كان نقطة التقاء بين المتدخلين ، واعتبار المجتمع الاسلامي تنخره مجموعة من المغالطات والثغرات لابد من اعادة التفكير ونقد الذات لتكون مخطوطاته رسالة وليس ورقة يستغلها الاخرين ويدخلها في صراعات لتحقيق مآربه بقتل حضارة وانتعاش اخرى على حسابها ولابد للجميع الانخراط في هذا التحدي من اجل قيمة الكلمة ذاتها التي افتتح بها الاستاذ محمد كنوف الدورة ٤٤ وحتى تكون مشعلا يحمله الجيل القادم باعتبارهم اصحاب حق والسلام والتعايش ولا يحيطهم قفص الاتهام من كل الجهات .
وكان الختام خطاب الروح للروح ومسك الحرف الجميل اداءا وابداعا ، ورسالة لنبذ الجوهر الانساني لكل ما يحمل على العداء والعنف ، حيث كانت الامسية الشعرية الادبية الختامية باسهامات كل مبدع جسرا تعبره اصل وحقيقة كل مفهوم بايقاع حرف الحب والحياة وجمال المعنى وعمق الدلالة بعناوين مختلفة لابيات عطرت اخر كلمة شهدتها مقهى الادبي ببروكسيل في دورتها ٤٤ .