بعد هجرة لأكثر من 32 سنة وبعد سكوت رهيب وتخمين جاد وعميق، قررت اليوم أن أجهر بكلمتي وأبدي رأيي حول الخروقات والتراكيب الشنيعة التي لا أعتبرها بخاطئة، نظرا لأنها كانت متعمدة خُطّط لها بوعي وعن طواعية، وفُبركت عن سابق إصرار وترصد، لذا وجب الكلام لكسر هذه الممارسات المختوم عليها بختم الارتجال والتفاهةوالزبونية.
إن المشهد الثقافي بصفة عامة والذي أعتبره محركا للمصير المشترك للجالية المغربية، لا يختلف اثنان على صفته بالفاشل والعقيم، حيث يهمش فيه المثقفون الحقيقيون ويتسلط على الساحة الفكرية أناس متدنيون لا علاقة لهم بالثقافة البناءة، ولا يصبون إلا إلى كسب المال وتبييضه لجهاة معينة (…)، أو آخرون يركضون خلف الجاه والمنصب فقط، ويعتبرون أنفسهم متألقين بأعمالهم المتعفنة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، قدر ما تظهر مدى تدنيهم وبعدهم كل البعد عن الاتجاه الحقيقي لتفعيل الثقافة، سواء الفكرية منها أو الفنية أو السياسية.. لتربية أولادنا وتوعيتهم بحقوقهم كمهاجرين، وتحريرهم من رواسب الأفكار البديهية، ومن البذخ الذي يسيطر على عقول معظمهم.
أقول لكل هؤلاء المرتزقة، مؤطرين كانوا أو مجرد بيادق تسهر على تطبيق المخططات المؤسساتية المافيوزية، أو متواطئين معهم وخدام لهم، الذين يشاهدون فحوى المواضيع والعروض الرخيصة التي تصرف عليها ملايين اليوروهات، ويساعدونهم في تعميم سياساتهم الفلكلورية، أقول لكل هؤلاء: إن الثقافة مسؤولية، والمسؤولية تكليف وليست تشريفا.
نود أن تنظر كل الوزارات في هذا الأمر الخطير وتحاسب كل من يعبث بأموال الجالية، كما نقول لها لسنا بحاجة إلى مهرجانات ومعارض تافهة، إنما نحتاج تأطير وإقامة أنشطة نوعية ذات وجهة توعوية. وأخيرا متابعة كل المستهترين بالشأن الثقافي خاصة ذلك الذي يخص الجالية المغربية بالخارج، ومحاسبتهم على استباحتهم لأموال الشعب دون رقيب أو حسيب.