اصطحبت ابني في آخر تمرين له إلى المسبح، بعدما سلمته لمدربه انصرفت لقراءاتي في قاعة الانتظار. تابعت حديث الوجع والأنات فتوقفت ودونت الآهات والعذابات.. غريقة تستنجد بغريقة في أعماق الويلات، لا مفر لديهما غير الاستسلام للمعاناة. لكنني قررت أن أختم بنهاية سعيدة لأن كل الحلول ليست مستحيلة كما تراها جاراتي:
العذاب
قالوا : “الزواج ستر وحنين”.
لا، وألف لا!
هو نار وأنين
عجبي!
كيف يكون جحيما نصف الدين؟
جلادي سفاح، بليد..
مجرم عنيد..
شيطان مريد..
قلبه حديد..
أُصلبُ في كل حين
أغتالُ وفي أحشائي جنين
آه ثم آه يا قلبي يا حزين!
يا جسمي يا وهين!
توالت الليالي،
وأنا على حالي،
أترقب زوالي،
سجينة بيتي،
أكتم عذاباتي
أَموت وأُدفنُ في جسدي،
مرقدي ولحدي الأبدي..
عِراك مستمر،
هذا هو القدر!
أين المفر؟
يا لغباء السؤال!
طلبت المحال صعب المنال..
لكن..
عزمت الرحيل،
للعالم البديل،
للعالم الجميل،
لأُعانِق الحياة،
أُودِّع الوفاة،
ابني من جديد قصري السعيد
حليمة تلي، من واقع الحياة، لكل معذبة تجر وراءها أكوام لحم تستحي أن تتحدث عن معاناتها.. لكل معذبة تموت كل يوم تحت وطأة العنف..
تحياتي لك أيتها السيدة المجهولة في شخصية هاتين المرأتين اللتين كانتا سببا في ميلاد هذا النص المر، والحديث عن هذا الموضوع الذي لم أفكر فيه أبدا، مع أنه حديث الساعة.