نقص – محمد عبد المجيد الصاوي

0
834
تحسّسَ شعراتِ رأسِهِ التي أضفتْ على صلعته نوعا من الجاذبية، وانطلقَ يُصفِّفُها -جَذِلاً نشوانَ- بكلِّ عنايته، وقد أرخى لروحه مرحَها..
يدندن: لستُ أنساكَ وقد أغريتني.. تلفتَ يمينا وشمالا؛ وقد تملكَه الجزعُ!.
ثم ضحك عاليا..
فلا أحدَ في البيت سواه.. وارتفعتْ عقيرتُه بالغناء الصراخي ـ.
أكمل هندمة ملابسه..
أمسكَ بزجاجةَ العطر -بحركة استعراضية طالما تدربَ عليها أمام مرآتِه، وقد أوشكتْ أن تهتفَ- وهي المسكينةُ بين يديه: رُحماك!.
واتخذتْ علبةُ السجائر موضعَها في القميص، وكذا فعل معَ المحفظة، بعد أن أعادَ للمرة العاشرة عدَّ النقودِ..
ثم أعادَ المرور على باقي زينته..
انطلقَ انطلاقةَ الفهود -وقد فرت الظباءُ من وثباتها-!.
شرع في ردِّ التحيات على جيرانه، وقد انهالتْ عباراتُ اللمزّ والغمز التي لولاها ما تكلف عناء ساعتين..
وصل الاجتماع لتنطلقَ الضحكاتُ؛ يذروها صحبٌ كرام..
انطق صوتُ عريفِ اللقاء: نقاشُنا هذه المرة سيدورُ حول “دور الأطباء في اتخاذ مكانتهم في الساحة السياسية”..
علتْه الدهشةُ!
واستوطنهُ العنادُ؛ صرخَ في الحضور:
  • تبا لكم ألأجلِ هذا اجتمعْنا..
هاتفٌ ينطلق في أعماقه، يشعر بالخيبة والتضاؤل؛ يُخرج بطاقةَ الدعوة التي مكثت في جيبه أسبوعا كاملا، دون أن يقرأَها.
تزداد خيبتُه..
يزداد انكماشُه..
يهدأ رويدا.. رويدا..
وينسحب مغادرا..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here