بفخر كبير ومفاجأة أكبر، استقبلت أسرة المقهى الأدبي الأورو عربي، مولودها الفكري الأول على يد الدكتور يحيى الشيخ، والذي يتمثل في ديوان مشترك عَنْوَنَه الناشر “تراتيل الوطن والمنفى”، جمع فيه عينات من قصائد شعراء المقهى الأدبي الأورو عربي، المشحنة بالحنين والوجع.
عرس ثقافي بهيج، حضره فقهاء اللغة العربية المتينة:
أمثال الدكتور يحيى الشيخ القادم من باريس، الشاعر محمد كنوف من ألمانيا، وشاعر المغرب ورئيس المقهى الأدبي أحمد حضراوي، ومدير المقهى السيد الفاضل الويسي مصطفى، والأساتذة الكرام محمد بحسي ومحمد الحراق والشاعر الصاعد مؤمن الوزان من بلجيكا، ومجموعة من الشاعرات والشعراء، والكثير من المفكرين الذين شرفوا المقهى بحضورهم لأول مرة.
لم ينقصنا إلا السيد الفاضل يوسف الهواري من هولندا حتى تكتمل فرحتنا.
إنجاز هام لم يسبق له مثيل، على ساحة المقهى الأدبي الأورو عربي، تزامن مع الاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية.
إنجاز ليس وليد الصدفة، أو معجزة آخر السنة.
وإنما هو نتيجة إتحاد فكري ومعرفي بين المقهى الأدبي الاورو عربي ببروكسل والمركز الثقافي للدراسات التاريخية والفلسفية بباريس.
إتحاد به تقوى العقول النظيفة التي تجتمع لتبدع وتوثق للتاريخ على حسابها الخاص، حتى يتضح للجميع أن المقهى الأدبي ورواده من أبناء المهجر ليسوا نياما كما قد يعتقده البعض ولم ولن يفرطوا لا في موروثهم الثقافي ولا في هويتهم، هذه الهوية التي لا تكتمل إلا بسمو اللغة العربية وإدراجها داخل المنظومة التعليمية كغيرها من اللغات الحية.
لقد أصبح الآن المقهى الأدبي الأورو عربي، وبدون منازع كيانا ثقافيا حريصا على الجودة والتنوع،
في دوراته التي تُعقد أول سبت من كل شهر. فباب المقهى ومنبره مفتوحان لكل مثقف نزيه، يحترم سنة الإبداع، المبنية على أسس ثلاث: المحبة، التسامح والسلام، لأجل الاستمرارية والدوام.
دورة 42 من المقهى كانت لها نكهة خاصة اسمها التقدير والاعتراف بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها كل عضو من أعضاء هذه الأسرة سواء كان ضيفا، أم صاحب بيت.
وحتى الضيوف أصبحوا أصحاب بيت، لأن سياسة المقهى وانفتاحها على الجميع تمنح الوافد إحساسا بأنه جزء من هذه الأسرة، التي كرمتها دار النشر نيوزيس في شخص الدكتور يحيى الشيخ بطبع هذا الديوان المشترك لكبار الشعراء، عرفانا لهم بأعمالهم الثقافية الكثيرة، وللمبتدئين لتشجيعهم والسير على خطى شيوخهم.
سعدت كثيرا، كغيري ممن شاء لنصوصهم القدر أن تكون في هذا الديوان مع خيرة شعراء المهجر، الذين يجمعهم عشق القوافي والغيرة على اللغة العربية.
هكذا إذاً احتفلنا بتراتيل الوطن والمنفى وباللغة العربية بمحاضرة الأستاذ محمد الحراق تحت عنوان: “واقع اللغة العربية في الدول الغربية”، عقبتها مناقشات مختلفة إنصبت كلها في قالب واحد يتمثل في العمل الجاد، المتواصل حتى لا تتراجع لغة الضاد وتُهمش أكثر مما هي عليه الآن من طرف السياسات العقيمة والمتطرفة.
حان الأوان أن تَكسر اللغة الإطار التقليدي الضيق
الذي حُصِرت فيه وأن يُردَّ لها اعتبارها من جديد كلغة حضارية بكل ما تختزنه من ثراء فكري وإنساني.
ختاما لا يمكن الحفاظ على الهوية العربية بالمهجر دون العناية باللغة العربية واحترام عقيدة المهاجر.
ولا يجوز أن يستهان بما يقدم المقهى الأدبي الأوروعربي من أعمال خلال دوراته الشهرية التي تخطت الحدود البلجيكية بواسطة مجلة كل جديد، مجلة الإبداع: Diwane.net