قلم القصيدة من ضلوعك يا شجرْ
يفنى وما يفنى الأثرْ
ورق القصيدة من حفيفك يا شجر
ورقٌ يَحنُّ.. إذا خَريرُ الحبر مَرْ
***
عُودٌ مِنَ الخشَبِ الْعَتِيقِ
يَكَادُ يُوِرقُ
حِينَ يَنْتَحِبُ الَوَتْرْ
هو منك أيضا يا شجرْ
***
خشب كما البلور
يلعن من تكبر في إطارات الصورْ
هو منك أيضا يا شجرْ
***
خشب التوابيت
الصناديق
القديمة في الزوايا..
سبحة الدرويش في سفر الخطايا…
خشب الكراسي
في المقاهي في المآسي
مثل أعواد المنابر
والكنائس
بين ألواح المدارس
مثل أخشاب النعوش
ومثل أخشاب العروش
ومثل أكشاك الجرائد
مثل ألسنة المواقد
مثل أصنام البشرْ
هي منك أيضا يا شجرْ
***
فمتى
-وقد وصل الجنون لفائض المعنى-
سينقدح الشررْ..؟
فجر جنونك يا شجر
فجر جنونك بالشررْ
***
خَشَبُ الصَّلِيبِ هُنَا يُدَقُّ
عَلَى مَسَامِيرِ الْحَدَاثَةِ
للمسيح المنْتَظَرْ..
هو منك أيضا يا شجرْ
***
لا شيء يشبه أصله فينا
فعد للأصل
وابحث عنك في المعنى المغاير في الوجود المختصر
شَجَرٌ شَجَرْ..
الأرض ماء من حجرْ..
فاحمل جذورك للقمرْ
وارقص طيلقا في الحدودْ..
وانقش وجودك في الوجودْ..
واترك لشراح الحواشي ما تبقى للقضاء وللقدر
مازال يدعوهم هنا شيخ الرمادْ
يا ربُّ.. يَا وَجَعَ الْحِيَادْ
(انْصُرْ هُنَاكَ مَنِ انْتَصَرْ)!!
شجر شجرْ..
أو قلْ: أعوذ برب هذا الفأسِ
إن الموت حطاب
فَهَلْ شيء سيعرف وجهنا فينا
فكن التحول في الثبات
وفي التراب
وفي الغنائي
إذا اكتشف المصب من الخرير
فأجهش المعنى على دمه
وأشرق وانهمرْ..
***
شجر ٌشجرْ
واختر سجودك في وقوفك
بعد تصنيم الفؤوس
وبعد تكفير الثَّمَرْ
***
كن يا أناي
كما الشجرْ
كن
يا أناي
كما الشجرْ
ثمرا
وظلا
أو
شــــررْ..
***
-قصيدة استشراقية كتبت قبل شرارة محمد البوعزيزي-