زهرة تعانق المطر
فجأة السماء ترعد تبرق تسرج … المدن القرى البادية تصمت، الكل ينتظر سحابة محملة بالخير و الموت معا !.
الشوارع بلا روح، لا رائحة للدخان من المصانع أو قدور المطاعم و البيوت …
لا صوت يعلو إلا الآذان : الله أكبر ، وبعض الطيور المنكمشة تغرد في وجع … الجميع في حزن .
سوى ” زهرة الصبار ” التي يبس ظلها وطال شوقها ورهبة الانتظار ، لزيارة الأمطار ، كي تتجلى معها متعة الأسرار ، و يكون موسم الاخضرار .
وقد تزين قصرها في وسط الصحراء ، و أيقنت الآن؛ يولد الجمال بعد حين ، كادت تنتهي من سجل الحياة ، فظلت تكابد الشوق في معاناة .
فجأة زارها المطر فضحكت وتشبثت بالوجود من جديد ، بعد أن أيقنت أنها يبست ، و اعتراها النسيان ، و من ثم عانقت الأمنيات، صائحة في زهو وتيه :
نعم أنا زهرة الحب والمجد والخلود والكبرياء .
روحي هنا مطر مطر مطر !!.