على غرار الموقف الشعبي لمغاربة الداخل من مقارعة بعض الشركات التي تقتات على دم المواطن المغلوب على “قفته” والذي لم يعد دخله المتواضع يساير الأثمان اللامعقولة التي يفرضها فرضا هؤلاء مقابل السلع التي يعرضونها للاستهلاك اليومي، سواء تعلق الأمر بشركة أفريقيا للمواد البترولية أو شركة سيدي علي للماء الشروب أو شركة سنطرال للحليب، فقد ارتأى مجموعة من مغاربة العالم بالاقتداء بأبناء وطنهم في الداخل في السير سيرهم، ليس في مقاطعة هذه الشركات ذاتها لأنه لا وجود لها بأوروبا -وإن وجدت بعض منها فهي تنضبط لقانون العرض والطلب وفق المعايير الأوروبية التي تراعي القدرة الشرائية للمواطنين- لكن في مقاطعة جشع بعض الشركات المغربية الخالصة التي يضطرون إلى التعامل معها مباشرة مثل الخطوط الجوية الملكية التي تفرض أسعارا مبالغا فيها خاصة أيام الأعياد والعطل وخصوصا عطلة الصيف، رغم أن المسافة لا تتغير والخدمات التي تقدمها لا تختلف عن تلك التي تقدمها قبل الصيف وبعده.
لذلك تم إطلاق حملة مقاطعة الخطوط الجوية المغربية حتى ترعوي وتعود إلى جادة الصواب باعتماد أسعار وخدمات معقولة، كما تدعو الحملة إلى التعامل معها بجدية وعدم الاستهانة بها، وأخذ مقاطعة المنتوجات الثلاث داخل التراب الوطني عبرة، فاللبيب من اعتبر بغيره.
مقاطعون معا حتى تتراجع الخطوط الملكية المغربية عن سياسة استغلالها البشعة لجيوب الجالية المغربية بالخارج، واعتمادها أسعار معقولة ومناسبة، مع الرفع من مستوى خدماتها.