خمرة الروح ــ أحمد حيدة

0
690

سَقَتْنِي
سُلَيْمَى
مِنْ خُلَاصَةِ عَاتِقِ
وَقَالَتْ:
“كَفَى”
لَيْسَ الشَّرَابُ بِلَائِقِ
سَقَتْنِي
شَمُولاً
مِنْ مُعَتَّقِ رِيقِهَا
وَقَالَتْ:”كَفَى”، لَمَّا أَشَبَّتْ حَرَائِقِي
فَيَا لَيْتَهَا
لَمْ تَسْقِنِي
مِنْ خُمُورِهَا
وَلَمْ أَسْتَطِبْ مِنْهَا حَلَاوَةَ ذَائِقِ
وَيَا لَيْتَهَا
لَمَّا
أَذَاقَتْ سُلَافَهَا
صَفَتْ مِنْ “كَفَى”، وَالصَّفْوُ زِينَةُ عَاشِقِ
سَقَتْنِي
وَ فِي السُّقْيَا
صُهَارُ حَشَاشَتِي
وَفِيهَا طَوَافِي بَيْنَ بَاقٍ وَنَافِقِ
وَ فِيهَا
تُصِيبُ
النَّفْسُ كُلَّ طِلَابِهَا
وَ فِيهَا تُصِيبُ الرُّوحُ هَدْأَةَ وَاثِقِ
شَرِبْتُ
مِنَ الْأَقْدَاحِ كُلَّ مُعَرَّقٍ
وَصَهْبَاءَ لَمْ تُمْسَسْ بِمَاءٍ مُخَالِقِ
شَرِبْتُ
وَلَمْ أَسْكَرْ، وَلَاعَنْتُ عَاصِراً
وَبَائِعَهَا وَالشَّارِبِينَ بِلَاحِقِ
وَقُلْتُ
عَلَى الْخَمَّارِ كُلَّ نَقِيصَةٍ
وَقُلْتَ :
خَسِيسَ الطَّبْعٍ، سُحْنَةَ آبِقِ
وَمَا كَانَ
فِي الْخَمَّارِ عَيْبٌ وَ إِنَّمَا
سَقَيتُ بِهَا حَلْقِي، وَ غَيَّبْتُ خَافِقِي
وَلَمَّا أَذَاقَتْنِي
سُلَيْمَى نَبِيدَهَا
تَجَلَّتْ بِهَذَا الْقَلْبِ شَمْسُ الْحَقَائِقِ

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here