حرير الشام – حبيبة مسلك

0
844

قدم لي لباسا جميلا، قال بأن مقاسه يناسبني جدا، ترددت كثيرا في القبول به لكن انبهاري به جعلني أغامر بارتدائه. ارتديته، فإذا به واسع جدا علي، وإذا بجسدي يسبح فيه من دفئه ولينه، فكرت أن أرتديه لوقت قصير قصد التباهي به وإرضاء رغبتي في التجديد، وإذا بي أكتشف أنه مصنوع من الحرير النادر الثمين، فاعتدت عليه، وتذوقت معه الإحساس الرائع والهناء والسكينة، واعتاد جسدي عليه، ولم أعد أستطيع الاستغناء عنه. لقد أصبح جزءا مني، بل أصبح كل حياتي، بل هو حياتي.. لكن!
هل حقا هذا الثوب الرائع الثمين لي؟؟هل هو ملكي؟؟ هل سيدوم هذا الحب القوي الذي يجمعني به.. لا أدري.. أنا جدا محتارة.
لأني لا أستطيع أن أعتني به كما يجب، لا قدرة لي على الاعتناء به وتوفير ما يحتاج إليه من عناية واهتمام..
أحبه أحبه إلى درجة الجنون ولا أريد أن أستغني عنه، كما لا أريد أن يصبح باليا إن بقي بحوزتي فألوم نفسي على أنانيتي.
محتارة..
أحبه لذلك أنا محتارة، أحب أن يبقى دائما ناصعا ناعما ولو بحوزة امرأة أخرى، ربما اعتنت به أكثر مني ورعته وقدمت لاسمه الاستمرارية.
لكن كيف يمكنني أن أرتديه بعدها؟؟
هل سيتحمل قلبي فراقه بعد أن أصبح كل حياتي..
كيف لي أن أقبل بهذا إن كنت أغار من جسدي عليه فكيف بجسد امرأة أخرى؟
كيف لي أن أتقبل لهفتها إليه ليضم جسدها ويمتص رائحتها، ويحيط به؟ كيف لي أن أتحمل لمساتها له والتمتع به والافتخار بامتلاكه؟ وهل بعد كل هذا سأحبه وقد أصبح ملكا لغيري؟ هل تستطيع ارتداءه بعد أن افتقدت رائحتي منه؟ وهل سيكون بعدها هي من مقاسي أنا؟
ماذا سيحل بي وبقلبي الذي يتمزق ألما كلما فكرت في هذا المصير؟ فبعدي عنه صدمة قوية لن أستطيع تحملها، لكن ماذا عنه هو؟ ماذا سيكون مصيره؟ هل ستحافظ عليه التي ستمتلكه بعدي وتعرف قدره؟ هل ستحبه مثلي؟ هل سيكون سعيدا في جسدها؟
كم كنت سعيدة بتملك ذلك الثوب الشامي ولو لبضع سنين قدمت له قلبي وجسدي وروحي، ومنحني في المقابل كل الحب والعطف والحنان، إلى أن شاءت الأقدار فقدمته بنفسي لامرأة أخرى وانتهت الحيرة والألم، ودعته بقلب منكسر متمنية له كل السعادة والهناء. واستمرت الحياة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here