أُزْجِي التَّحِيَّةَ مِلْؤُهَا الإِعْظَامُ
وَتُجِيبُ دَعْوَاتِ الكِرَامِ ،كِرَامُ
وَأَنَا الذِي بِالشِّعْرِ أُولِعَ قَلْبُهُ
وَبِأَهْلِهِ لِي صَبْوَةٌ وَهُيَامُ
وَأَتَيْتُ أَحْمِلُ فِي يَدَيّ زَنَابِقاً
لِلشِّعْرِ تَنْثُرُ فَوْحَهَا الأَنْسَامُ
تَحْدُو خُطَايَ لِسَاحِكُمْ أَنْدَى الرُّؤَى
وَالحُبُّ وَالإِبْدَاعُ وَالإِلْهَامُ
نَهْرٌ مِنَ الأَشْعَارِ يَهْدُرُ فِي دَمِي
تَعْيَا بِهِ الأَوْرَاقُ وَالأَقْلَامُ
كَمْ ذَا بِوِدِّي أَنْ أَقُولَ قَصِيدَةً
لَمْ تُمْلِهَا الأَوْجَاعُ وَالآلامُ
لَكِنَّ قَلْبِي بِالمَوَاجِعِ مُثْقَلٌ
وَعَلَيَّ مِنْ سُودِ الكُرُوبِ قَتَامُ
إِذْ حَيْثُ تَنْظُرُ مُقْلَتِي أَلْقَى الذِي
حَارَتْ بِفَكِّ رُمُوزِهِ الأفَهْاَمُ
هَذِي بِلَادُ العُرْبِ تَنْدُبُ حَظَّهَا
فِيهَا مَآتِمُ لِلْأَمَانِ تُقامُ
لِلْفُرْسِ بَغْدَادُ الرَّشِيدِ مُبَاحَةٌ
وَشَكَتْ مِنَ الرُّوسِ الطُّغَاةِ الشَّامُ
لَهَفِي عَلَى الأَقْصَى الأَسِيرِ وَسَاحِهِ
يَلْقَى الهَوَانَ مِنَ العِدَا وَيُضَامُ
مِنْ أَيْنَ آتِي بِالحُرُوفِ نَدِيَّةً
وَبِمِلءِ صَدْرِي ثَوْرَةٌ وَضِرَامُ
أَنَا رَافِضٌ هَذَا الزَّمَانَ وَمَا بِهِ
إِذْ حَيْثُ أَنْظُرُ هَالَنِي الإِجْرَامُ
أَهْلَ القَصِيدِ تَحِيَّةً مِنْ شَاعِرٍ
تَشْكُوهُ مِنْ طُولِ السُّرَى الأَقْدَامُ
كَمْ كَانَ يَحْلُمُ أَنْ يَرَى أَوْطَانَهُ
لَيْسَتْ تَعِيثُ بِجِسْمِهَا الأَسْقَامُ
وَيَرَى بِلَادَ المُسْلِمينَ عَزِيزَةً
قَدْ حُطِّمَتْ بِرُبُوعِهَا الأَصْنَامُ
وَتَعَاوَنَتْ وَتَكَامَلَتْ وَتَوَحَّدَتْ
وَعَلَى الذُّرَا خَفَقَتْ لَهَا أَعْلَامُ
لَكِنّ عِمْلَاقَ العُرُوبَةِ نَائِمٌ
فَلَهَتْ عَلَى أَكْتَافِهِ الأَقْزَامُ
إِنَّ العُرُوبَةَ جَبْهَةٌ فِي شِرْعَتِي
لِلشَّمْسِ تَسْمُو تَاجُهَا الإِسْلَامُ
لَكِنَّ يَوْماً سَوْفَ يَرْجِعُ مَجْدُنَا
مَهْمَا اسْتَبَدَّ دُجَىً وَطَالَ ظَلَامُ
هَذِي دِمَاءُ الثَّائِرِينَ بَشَائِرٌ
وَبِهَا لَسَوْفَ تُحَقّقُ الأَحْلَامُ
وَلَسَوْفَ يَمْضِي الَّليْلُ عَنْ أَوْطَانِنَا
وَبِهَا تَرِفُّ مَحَبَّةٌ وَسَلَامُ
إِنِّي عَلَى ثِقَةٍ بِنَصْرٍ قَادِمٍ
وَلَسَوْفَ تَصْدُقُ وَعْدَهَا الأَيَّامُ
يَا رَبِّ حَقِّقْ لِلْقُلُوبِ رَجَاءَهَا
فَاليَأْسُ جَدْبٌ وَالدُّعَاءُ غَمَامُ