القدس – أحمد حضراوي

0
1231

-١-
صمدتْ ولم تعرف سوى أنَف الصمودْ
القدس عاصمة السماء على الوجودْ
القدس مجمع بحر كل الدمع
في حُمُر الخدود..
طالت حكايات وما طالت كما
خلف السدودْ
سور وإعصار وجرح دم وأفئدة الجنودْ
القدس محرقة الدماء بقبر يحيى
زاده بِخْتِنْصِرٌ بعض العقودْ
تزهو التلال بريحه
حتى ارتوى آل السعودْ !

 

-٢-
بحر الدماء وجرة الأقلام في عهد اليهودْ
محراب مريم والمسيح إلى الشرودْ
إكليل غار ضمخته مسافة الإسراء في ليل السجودْ
القدس مهد من حجارة صرخة
طافت على سور الغواية عبر أسلاك الحدودْ
المئذنات تزف آذان النواقيس الجريحة
فوق أكتاف الحضارة
قبل ميلاد الرصاص
وقبل ميلاد البنودْ
من قبل أن يتنزل البغض الملون
بالتباشير الكريهة فوق أرصفة الجحودْ !

 

-٣-
طفل ترفرف روحه فوق الحجارة
حول مقلاع لداوود
وحول زجاجة المولْتوف
والشال الجديدْ
كوفية بيضاء ينقرها غراب السود
بالكحل اللدودْ
من بعدما حفر القبور
فكان خاتمة الشهودْ..
وقوافل الإبحار نحو قوافل الشهداء
تزعق بين أودية الخلودْ
العُربُ قد تركوا المساجد والكنائس والمعابد
والكهوفْ
العرب قد تركوا الحياة
ففألهم فاء الحتوفْ
العرب خذلان يطوفْ
سيل اللعاب على اللعاب إذا تعتق للظروفْ
والشارة النصرية العنقاء تهزأ باللحودْ
دالية تنمو على عبث الوعودْ
دالية تنمو على كأس الندامى
والخمورْ
خلطوا الجنابة بالسياسة بالفحولة بالأمورْ
لكنما مقدارها صفر اضطرارْ
واستأسدوا لكنهم ليسوا أسودْ
العم سامُ يسومهم فصل القرارْ
زعموا بأن قراره كان انتصارْ
فاصطف رهبان الخليج بلا انتظارْ
حكم العقال وكان أشقرهم يسودْ
فنبوءة الدجال صدق
بعدما كذب الجدودْ
نهيان أو نفطان أو خصيانُ أو سلمانُ
أو ما شاء من شرف القرودْ!

 

-٤-
زرعوا المعابر ليس تذهب أو تعودْ
الموت يعبرها فتنفرد الإشارة
في الجمودْ
ويمر قربان التحرر
في زجاجات من الحبر الذي
يجتر ميلاد “البنودْ”
يا وحده من مر من كنف العمالة
والخيانة
والكناية..
والسرودْ
المولد العربي أنثى وجهها..
ميزان “عهد”
ليس تشبهها عهودْ
المولد العربي في كل الشوارع..
في الرياض وفي أبو ظبي
وقاهرة الحشودْ
الموعد العربي في اليمن السعيدْ
الموعد العربي في طهران
في بغداد
رام الله..
في الشام الكنودْ
الموعد القدسيّ يبدأ حيث تبتدئ الشهادة من جديدْ !

 

-٥-
ليل نعاقر خمره في ثوب عيدْ
عرب ولكن نحن من صنف العبيدْ
نبكي القضايا بالكمان وبالدفوفْ
ونزلزل الأرداف في مجرى النزيفْ
ونخاف لكن لا نُخيفْ
ونضج في صمت الضجيج مع الوعودْ
عرب ولكنّا تأمْرَكْنا أكيدْ !
عرب عرابيد وعن عين نحيدْ
عرب رعانا الذل في بلد عنيدْ
والباء بغي ضميرنا الموسوم من عصر الجليدْ
عرب حضارتنا بكاء بين وادي البغي
أو سفح النهود..
ما أقبح الكلمات حين تُعرِّف العُرف الوحيدْ
يا قدس يا من وحدك
النار ..
الحديدْ
صهْ يا بقايا من كراماتِ
القمامات التي صارت صديدْ
القدس إن القدس إن القدس
بعد القدس ما كلِماً أزيدْ

 

-٦-
في رحلة الإسراء طبع واحد
وسنابك البوراق في السور العهيد
سبحان من أسرى بصرح سفارة “الكوبويِ”
نحو حظيرة البقر المسجى..
باصفرار العهد إن بقديمه أو ذلك العهد الجديد
عهد الكتابة فوق سفر ندامة الزمن الشريد
من أرسل الكوبويَ مثل “الدون كشوتِ”
إلى طواحين الدماء تراق من جيل الوريدْ
من خول الدم كي يكون الدلو
والبشرى لهيكلهم
على أنقاض جامعنا البديد
من خول الأسطورة الحمقاء أن تئد
التبتل
والتوسل
والتمثل
في ظلال النخل والرطب المجيد
وأسى المخاض وبوح طفل المهد في الغار النضيد
من ظن يمحو ركعة للأنبياء بباحة الأقصى وأن يمحو السجود
القدس ذاكرة القصاص
وكل قسطاس شديدْ!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here