نَقَشْتُ عَلى السَّوادِ بِلا رُتوشِ
حُروفي فَافْقَهوا مَعْنى نُقوشي
وَلا تَتَأَوَّلوا ما لَمْ يَقُلْهُ
قَصيدٌ كَالزُّجاجِ بِلا خُدوشِ
فَلا قَلَمي يُسَبِّحُ بِاسْمِ مَلْكٍ
وَلا بِعْتُ الْقَوافي بِالْقُروشِ
وَلا أَهْدَيْتُ بَيْتًا رَبَّ قَصْرٍ
وَكَمْ أَهْدَيْتُ شَيْخًا في عَريشِ
فَلِلْفُقَراءِ مُنْحازٌ يَراعي
لِمَنْ عاشوا عَلى أَكْلِ الْجَريشِ
وَلَيْسَ لِمُتْخَمينَ بِأَكْلِ سُحْتٍ
لِكَيْ تَزْدادَ أَحْجامُ الْكُروشِ
بَكى قَلْبي عَلى شُهَداءِ قَوْمي
وَدَمْعُ الْقَلْبِ بَلَّلَ لي رُموشي
هُوَ الْإِرْهابُ: قَتْلُ الْعُزْلِ ظُلْمًا
وَمَنْ ثاروا عَلى ظُلْمِ الْعُروشِ
أَنا لا فَرْقَ عِنْدي بَيْنَ دَمٍّ
بِرابِعَةٍ أُريقَ أَوِ الْعَريشِ
وَعِنْدي يَسْتَوي إِرْهابُ حَمْقى
تُكَفِّرُنا وَإِرْهابُ الْجُيوشِ
وَمَنْ ذا قَدْ يُفَرِّقُ بَيْنَ مَوْتٍ
بِلَدْغِ الْعَقْرَباءِ أَوِ الْحَريشِ
فَلا تَثِقوا بِمَنْ يُفْتي بِجَهْلٍ
فَقَدْ يُفْتي لَنا بَعْضُ الْجُحوشِ
وَكَمْ يُغْتالُ بِالتَّضْليلِ عَقْلٌ
فَإِعْلامُ الْعُروبَةِ كَالْحَشيشِ